شفق نيوز/ كشفت مصادر أمنية رفيعة، يوم الخميس، عن تفاصيل جديدة بشأن اجتماع قادة الفصائل العراقية المسلحة ليلة الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد نهاية ديسمبر الماضي.
وأشارت المصادر لموقع الحرة إلى أن الاجتماع ضم مجموعة من كبار قادة الفصائل وعناصر في أمن واعلام الحشد الشعبي ونواب ومتحدثين باسم أحزاب، وحصل من أجل تنسيق الجهود لتنفيذ الاعتداء على السفارة الأميركية.
وفقاً للمصادر فقد جرى الاجتماع في الساعة التاسعة من مساء يوم الاثنين 30 ديسمبر 2019 في مزرعة تابعة لزعيم كتائب الإمام علي شبل الزيدي تقع في منطقة الزعفرانية ببغداد.
وحضر الاجتماع قائدان أمنيان إيرانيان هما علي أكبر محمدي وآغا شاهين بحضور القيادي البارز في كتائب حزب الله أبو مهدي المهندس، الذي قتل في ضربة جوية أميركية رفقة قاسم سليماني في الثالث من يناير الماضي.
أما باقي الحاضرين فكانوا كالتالي:
زعيم منظمة بدر هادي العامري ونائبه عبد الكريم يونس عيلان الملقب بأبو مريم الأنصاري.
رئيس جهاز الأمن الوطني فالح الفياض ومساعده الإداري حميد الشطري ومدير عمليات الجهاز سلمان دفار.
زعيم كتائب الإمام علي شبل الزيدي.
زعيم حركة النجباء أكرم الكعبي ومسؤول إعلام الحركة أمير القريشي.
زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي والقياديان جواد الطليباوي وعبد الهادي الدراجي بالإضافة لمحمود الربيعي المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة الصادقون التابعة لعصائب أهل الحق.
زعيم كتائب سيد الشهداء أبو ولاء الولائي.
الأمين العام لكتائب حزب الله أحمد محسن فرج الحميداوي الذي يشغل أيضا منصب قائد سرايا الدفاع الشعبي في الكتائب والمصنفة على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة، بالإضافة لمحمد محي المتحدث باسم الكتائب.
حامد الجزائري زعيم سرايا الخرساني.
قائد كتائب التيار الرسالي عدنان الشحماني.
القياديان في المجلس الأعلى الإسلامي همام حمودي وجلال الدين الصغير.
مدير إعلام هيئة الحشد الشعبي مهند العقابي.
وأكدت المصادر أن المجتمعين ناقشوا موضوع "التحضير لاحتواء ردة الفعل الغاضبة تجاه الغارة الجوية الأميركية التي استهدفت مقرا لكتائب حزب الله في القائم، والتمهيد لتنظيم تظاهرة داخل المنطقة الخضراء".
وقتل في الغارة الأميركية عناصر من كتائب حزب الله وجاءت رداً على مقتل متعاقد أميركي في هجوم صاروخي استهدف قاعدة عسكرية عراقية تستضيف جنودا أميركيين في كركوك في 27 ديسمبر.
وتابعت المصادر الأمنية العراقية أن المجتمعين كلفوا رئيس جهاز الأمن الوطني فالح الفياض بـ"التنسيق مع القائم بالأعمال الأميركي في بغداد وإبلاغه بأن التظاهرة سوف تنطلق أمام السفارة وتستمر لثلاث ساعات فقط، وتقتصر على السياج الخارجي، مع ضمان عدم اقتحام السفارة".
وأضافت أنه "طلب من الفياض أن يبلغ الجانب الأميركي أن الغرض من التظاهرة هو إفراغ غضب المحتجين وأيضا المحافظة على سمعة قادة الميليشيات".
بالمقابل تم تكليف زعيم منظمة بدر هادي العامري بإيصال ذات الرسالة إلى السفير البريطاني وسفراء الاتحاد الاوربي واعطائهم ضمانات بأن المتظاهرين لن يقتربوا من مقرات سفاراتهم، حسب المصادر.
كما تم الطلب من قيس الخزعلي وأبو مهدي المهندس وأكرم الكعبي ومهند العقابي وأبو آلاء الولائي وشبل الزيدي أن يجمعوا نحو 20 الف عنصر تابع لهم من أجل المشاركة في التظاهرة.
وكلف المجتمعون، كما تقول المصادر، رئيس القوة الخاصة المكلفة بحماية المنطقة الخضراء أبو منتظر الحسيني بإعطاء أوامر بعدم اعتراض طريق الأشخاص الذين سيتظاهرون من خلال السماح لهم باقتحام المنطقة الخضراء عبر بوابة الجسر المعلق، وكذلك نقطة التفتيش القريبة من مطعم بابلون قرب السفارة الأميركية .
وطلب المجتمعون من قائد فصيل بابليون ريان الكلداني وقائد كتائب الإمام علي شبل الزيدي بتوفير الدعم اللوجستي لنقل عناصر هذه الحشود وإطعامهم ودفع مبلغ قدره 100 دولار أميركي لكل شخص وأيضا توفير المنام لمن يريد المبيت في بغداد.
وتؤكد المصادر أن "المهندس والخزعلي والولائي اقترحوا على المجتمعين عدم الانسحاب من الاعتصام امام السفارة الأميركية إلا في يوم 4 يناير 2020، والكتابة على الجدران".
لكن فيما بعد تسببت التظاهرة في توتر العلاقات بين الولايات المتحدة من جهة والعراق وإيران من جهة ثانية بعد قيام عناصر بحرق جدران السفارة الأميركية وأحد مداخلها فضلا عن كتابة عبارات تمجد قاسم سليماني على الجدران.
وبعد ثلاثة أيام من الهجوم على السفارة نفذت الولايات المتحدة ضربة جوية قرب مطار بغداد أسفرت عن مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.