شفق نيوز/ يبدو أن هناك اجماعا بين القوى السياسية الشيعية البارزة على ضرورة سحب القوات الاجنبية من العراق وذلك في عشية الحوار الاستراتيجي بين بغداد و واشنطن.
وتبدي الاطراف والجهات السياسية الكوردستانية والسنية تحفظا ازاء قضية سحب القوات الامريكية في مشهد يعيد الى الأذهان سيناريو تصويت البرلمان العراقي على قرار يقضي بسحب القوات الاجنبية.
وتنوعت مطالب ومتبنيات القوى الشيعية التي من بينها من هي مقربة من ايران ولكنها لم تخلف على مسألة التواجد للقوات الاجنبية على ارض العراق.
ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي
ويقول عضو الامن والدفاع النيابية عن ائتلاف دولة القانون علي الغانمي لوكالة شفق نيوز، إن "اهم الخطوط والمتبنيات الوطنية التي حددناه في الحوار رفض التواجد العسكري والقواعد العسكرية الامريكية في العراق ويجب ان يخضع هذا الملف لمقبولية العراق خاصة في مجالات التدريب والاستشارة الفنية الى جانب الرفض القاطع لاي دعوات او تلويح لحل الحشد الشعبي باعتبارة قوة امنية رسمية ونظامية تخضع للمنظومة الامنية للدولة".
ويضف "نخشى ان تكون امريكا هي من تدير الحوار ونرفض تدخلها في رسم اليات التعامل مع دول الجوار وخاصة ايران ونرفض التدخل بعلاقات العراق مع جيرانه الى جانب رفضنا لدعوات ومشاريع تقسيم العراق بعد تجنيد امريكا لعشائر في الوسط والشمال لتنفيذ مشروع التقسيم".
واوضح الغانمي ان "هذا الحوار مع الولايات المتحدة هو الثالث بعدما كان للعراق حوارعام 2008 حدد مدة وجدول انسحاب وخروج القوات الامريكية من العراق وحوار ثاني نعتبره الاكبر في العالم والذي اثمر عن انسحاب القوات الامريكية بالكامل من العراق في 31 /12/2011 ".
تحالف "الفتح" بزعامة الامين العام لمنظمة "بدر" هادي العامري
ويقول رئيس كتلة التحالف البرلمانية محمد الغبان في بيان اليوم، انه "على الفريق الحكومي المفاوض ان يضع أولى اولوياته في الحوار الجاري مع نظيره الامريكي ما جاء في المنهاج الحكومي الذي صوت عليه مجلس النواب بتنفيذ القرار البرلماني بإخراج القوات الاجنبية وفق جدول زمني محدد".
ودعا الى "تعهد قوات التحالف الدولي فورا بعدم القيام بأي طلعات جوية او اي مهام عسكرية دون موافقة القائد العام للقوات المسلحة والتنسيق التام مع العمليات المشتركة".
تيار "الحكمة" بزعامة عمار الحكيم
وقدّم تيار "الحكمة" بزعامة عمار الحكيم بشأن الحوار الاستراتيجي بين العراق وامريكا مقترحا يتضمن عدة نقاط ابرزها وضع جدولة لإنسحاب القوات الاجنبية من البلاد.
ودعا بيان صادر عن التيار الى ضرورة تثبيت المحاور الاتية واستحضارها على امتداد خارطة الحوار المذكور :
١-لتأكيد على سيادة العراق وتعزيزها على أساس الدستور والهوية الوطنية الناجزة .
٢- تكريس مبدأ التوازن في العلاقات الدولية والاقليمية بما يخدم مصلحة العراق ويسهم في بناء علاقاتٍ متكافئة صحيحة تكرِّسُ فاعليةَ بلدنا بوصفه جزءاً من منظومة علاقاتٍ متبادلةٍ وليس جزيرةً معزولةً في محيط.
٣- أهميةُ المراجعة الجادة والتفصيلية لاتفاقية الإطار الاستراتيجي لعام ٢٠٠٨ بين الطرفين ، وتفعيل جوانبها الحيويّة المختلفة ، بالإفادة من تجارب العراق المنصرمة واستثمارها بشكل دقيق لمصلحة البلاد .
٤- إبعادُ العلاقاتِ الثنائيةَ عن أية انعكاسات سلبية جانبية يمكن حسابها على اطراف اخرى ، وتجنيب العراق أن يكونَ ساحةً لتصفية الحسابات أو طرفاً في أيةِ صراعاتٍ بالوكالة .
٥- التعامل مع القوات الاجنبية المتواجدة على أرض العراق على أساس وجودها لأداءِ مهمةٍ محددةٍ اقتضتها الظروف الاستثنائية بعد دخول عصابات داعش ، ممايوجب مراجعة مدى الحاجةِ الفعلية الى استمرارها ، مع تثبيت مبدأ انسحابها الكامل والعمل على جدولته مع اكتمال الظروف الموجبة لذلك .
٦- إنَّ القوات الامريكية المتواجدة على ارض العراق مطالبة بالالتزام الكامل بالمعايير والشروط التي حددتها وتحددها الحكومة العراقية وفق ماتراه ، ولغاية انتهاء مدة تواجدها ، وإنَّ مهمتها تنصبُّ بشكل أساسي في مساعدة القوات العراقية عبر علاقة يسودها الاحترام المتبادل .
٧- الإفادة من الخبرات والتجارب الدولية باعتماد خطواتٍ عمليةٍ قادرة على ترسيخ وحدة العراقيين ونسيجهم التاريخي الوطني ، وعدم تقوية طرفٍ على حساب آخر ، وتطوير العلاقات الاقتصادية وإنعاشها والنأي عن أية تداعيات أو أضرار اقتصادية محتملة .
واختتم البيان بالدعوة الى "تعاضد الرؤية والآليات التي سيعتمدها فريق الحوار على أساس من تعاضد القوى السياسية للخروج بخارطة طريق وتوصيات تخدم المصلحة الوطنية على أساس القيم والمبادئ والاعراف التي يقرها القانون الدولي والعلاقات المتكافئة والمصالح المشتركة".
تحالف "سائرون" المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر
وأفاد تحالف سائرون المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بأن إخراج القوات الأجنبية من البلاد يأتي على رأس أولوياتها بخصوص الحوار الاستراتيجي المرتقب بين العراق والولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم كتلة سائرون النيابية حمدالله الركابي في مؤتمر صحفي عقده بمبنى البرلمان ، ان "موضوع خروج القوات الاجنبية بصورة عامة والامريكية بصورة خاصة من العراق ، من الاولويات الوطنية لتحالف سائرون".
وأضاف أن "قرار مجلس النواب الملزم للحكومة العراقية بانهاء تواجد القوات الاجنبية في العراق وضرورة احترام ارادة الشعب العراقي الرافض للوجود الاجنبي على أراضيه".
وأضار الركابي إلى أن "الموقف الثابت لتحالف سائرون مبنى على قناعة راسخة بان بقاعد القواعد العسكرية والقوات الاجنبية على الاراضي العراقية يعد انتهاكا للسيادة العراقية وخطرا على المستويين الداخلي والخارجي"، مؤكدا رفض كتلته تحول العراق الى ساحة صراع دولي وتزاحم سياسي وتدافع مصالح دولية.
وشدد بالقول، "على المفاوض العراقي ان يضع نصب عينيه في هذه المرحلة المفصلية تضحيات العراقيين ودفاعهم عن سيادة العراق واستقلاله ورفضهم للاحتلال بكل عناوينه".
واعتبر رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي يوم الاربعاء تحقيق السيادة ومراعاة مصلحة البلاد من اولويات الحوار الاستراتيجي المزمع عقده بين العراق وامريكا.
وأشار خلال زيارته لمدينة الموصل بمناسبة ذكرى اجتياحها من قبل تنظيم داعش الى الحوار المرتقب مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أن اولى عناصر الحوار هي السيادة وتحقيق مصلحة البلد .
وكان البرلمان العراقي قد صوت في الخامس من كانون الثاني/يناير الماضي على قرار يطالب بموجبه بغداد بالعمل على إخراج القوات الأجنبية من البلاد.
وجاء القرار بعد يومين من اغتيال واشنطن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس بضربة جوية قرب مطار بغداد.
وانسحبت القوات الأمريكية إلى جانب قوات التحالف التي تقودها واشنطن من 6 قوات عسكرية في العراق منذ مقتل سليماني والمهندس. ويقول التحالف الدولي إن ذلك يدخل في إطار إعادة التموضع والانسحاب من قواعد تضم عدداً قليلاً من الجنود.