شفق نيوز/ أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن بلاده لن تسمح لأحد بالسيطرة على ليبيا، بعد أيام من تلويح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بارسال قوات تركية إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.
وقال السيسي في تصريحات للصحف المصرية الحكومية والخاصة "لن نسمح لأحد أن يعتقد أنه يستطيع السيطرة على ليبيا والسودان، ولن نسمح لأحد بالسيطرة عليهما".
وأضاف في التصريحات التي نشرتها أكثر من صحيفة من بينها "الأهرام" الحكومية، أنه "أمر في صميم الأمن القومي المصري"، مشيرا إلى أن السودان وليبيا "دول جوار" مباشر لمصر.
وشدد الرئيس المصري بلهجة قاطعة، بحسب صحيفة "الشروق" الخاصة على أن بلاده "لن تتخلى عن الجيش الوطني الليبي" الذي يقوده المشير خليفة حفتر الرجل القوي في الشرق الليبي الذي أطلق الخميس ما أسماه "المعركة الحاسمة" للسيطرة على طرابلس معقل حكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج ويعترف بها المجتمع الدولي. وبدأت قوات حفتر منذ أبريل هجوما للسيطرة على طرابلس.
وتابع السيسي "لا يمكن أن نرضى بإقامة دولة في ليبيا للميليشيات والجماعات المسلحة والإرهابية والمتطرفة".
وجاءت تصريحات الرئيس المصري غداة لقاء في اسطنبول بين الرئيس التركي والسراج هو الثاني بين الرجلين في غضون ثلاثة أسابيع. كما جاءت بعد أيام من تلويح رجب طيب إردوغان بإرسال قوات تركية إلى ليبيا لدعمه.
وكان إردوغان والسراج التقيا في 27 نوفمبر في اسطنبول حيث وقعا اتفاقا يرسم الحدود البحرية المثيرة للجدل كما اتفاق تعاون أمني يتيح لتركيا تقديم مساعدات عسكرية إلى حكومة الوفاق التي تعترف بها الأمم المتحدة.
وقد طرح الاتفاق الأخير السبت على البرلمان التركي لمناقشته والمصادقة عليه.
والثلاثاء أعلن اردوغان أن تركيا مستعدة لنشر قوات في ليبيا لدعم حكومة الوفاق إذا ما طلبت الأخيرة دعما من هذا النوع.
وفي مؤشر آخر إلى التقارب بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية، أعلنت أنقرة أنها ستسمح لليبيين ممن هم دون 16 عاما وفوق الخامسة والخمسين بدخول أراضيها من دون تأشيرات.
وتشهد ليبيا نزاعا بين حكومة الوفاق المدعومة من تركيا وقطر، والمشير خليفة حفتر المدعوم من مصر والإمارات.
ودانت دول عدة الاتفاق البحري الموقع بين أنقرة وحكومة الوفاق، بينها اليونان وقبرص ومصر لأنه يعطي أنقرة سيادة على مناطق شاسعة في شرق البحر المتوسط الغني بالموارد النفطية.
وبعد توقيع الاتفاق أكدت الحكومة التركية أنها ستمنع أي عملية استكشاف للنفط لا تحظى بموافقتها.
ونشرت تركيا الاثنين أول طائرة مسيرة مسلحة في شمال قبرص حيث ستتمركز في أجواء من التوتر الشديد بين تركيا ودول أخرى في شرق المتوسط حول استغلال ثروات النفط والغاز في هذه المنطقة.