شفق نيوز/ واجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، العديد من الانتقادات العالمية، منذ انسحابه من سوريا وتخليه عنه الكورد في مواجهة تركيا؛ بيد إنّه كان يبحث طوال تلك الفترة عن فرصة لتعزيز صورته الشخصية أمام العالم، والتي تمثلت في مقتل زعيم تنظيم داعش المتشدد، أبو بكر البغدادي.
وكان ترامب أعلن، أمس الأحد، أنّ العملية الأمريكية في سوريا نجحت في قتل أبو بكر البغدادي، إلا أنه كان هناك ”3 أشياء مثيرة للاهتمام على وجه الخصوص في هذا الإعلان“، حسب صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية.
وقالت الصحيفة، إنّه ”قد يكون أبرز الأمور اللافتة في إعلان ترامب عن العملية، مقدار التفاصيل التي قدمها، والتي كانت أكثر بكثير مما اعتدنا عليه في مثل هذه الإعلانات“.
وأضافت أنّ ”ترامب تحدّث عن مدة معرفته بالعملية، ومتى حضر الاجتماع الخاص بها، وكيف جرت وكيف مات الجميع بمن فيهم زوْجتا وأطفال البغدادي، كما روى بعض تفاصيل العملية المميتة“.
وذكر ترامب، أنّ ”القوات الأمريكية قتلت البغدادي في نفق بينما كان معه 3 من أبنائه“، كما سخر الرئيس من البغدادي الذي وصفه بالجبان ”لا أود التحدث عن الأمر لكنه كان خائفًا ويبكي ويصرخ طوال الوقت قبل أن يفجر سترة ناسفة كان يرتديها“، وفق الصحيفة.
الكورد وسوريا
في الساعات التي سبقت المؤتمر الصحافي، قالت قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الكورد إنّها ”كانت عملية مشتركة بينها وبين الولايات المتحدة“.
إلا أنّ ترامب قلل من دور الكورد المتحالفين مع الولايات المتحدة، والذين تحملوا وطأة الانسحاب الأمريكي الأخير من شمال سوريا، وصوّر دورهم في العملية كمساعدين بدور ضئيل.
وعندما شكر ترامب الآخرين في البداية، ذكر روسيا أولًا، ثم سوريا وتركيا والعراق، لكنه أضاف أنّ ”الكورد قدَّموا دَعمًا مُعيَّنًا للعملية“.
وفي وقت لاحق، أكد ترامب في المؤتمر الصحافي، أنّ ”روسيا كانت أكبر داعم للعملية“، قائلًا إنّها كانت ”رائعة“ وإن العراق كان ”ممتازًا“.
وكشف -أيضًا- أن روسيا تلقت معلومات مسبقة عن العملية، على الرغم من اخفائه المعلومات عن كبار الديمقراطيين في الكونغرس.
وقال ترامب ”أخبرناهم أننا قادمون فشكرونا على إخبارهم، فهم لم يكونوا على دراية بالمهمة“.
ومع ذلك، قال الرئيس الأمريكي إنّه ”لم يخبر رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، وهي نائبة كاليفورنيا الديموقراطية، لأنه كان قلقًا من تسريب المعلومات الحساسة عن العملية“.
وقبل المؤتمر الصحافي، كانت هناك تقارير تفيد بأن ترامب لم يخطر رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف، وهو رئيس لجنة تحقيق مساءلة ترامب، وعضو البرلمان الذي يحق له الاطلاع على مثل هذه العمليات.
ويبدو أن ترامب، يشير إلى أنه يثق في روسيا أكثر من الديمقراطيين في الكونغرس فيما يتعلق بحفظ سرية هذه المعلومات، وهو أمر من شأنه أن يكون محور الكثير من المناقشات في الأيام المقبلة.
كما يبدو أنه يفضل روسيا على الكورد، على الرغم من أن روسيا لم تشارك فعليًّا في المهمة باختيارها، حسب ”واشنطن بوست“.
مفاخرة بالعملية
وقالت الصحيفة إنّ ”ترامب لم يكن صريحًا في البداية بشأن مقدار الفضل الذي يعتقد أنه يستحقه، ولكن مع اجابته عن الأسئلة بدأ هدفه يتضح، إذ بدا أنه يلمح مرارًا وتكرارًا إلى فكرة أن قتل البغدادي كان لحظة أكبر من قتل أسامة بن لادن في عام 2011 تحت قيادة الرئيس السابق باراك أوباما، والتي اتهم ترامب آنذاك أوباما بسرقة الفضل في العملية“.
وذكر ترامب أمس الأحد، في المؤتمر الصحافي ”هذا هو أكبر هدف نتخلص منه على الإطلاق“، مضيفًا ”هذا هو أكبر وأسوأ هدف على الإطلاق، لقد كان أسامة بن لادن هدفًا كبيرًا، ولكن اكتسب أهميته مع حادث الـ 11 من سبتمبر، أما البغدادي فقد بنى دولة كاملة على حسب وصفه“.
وعاد ترامب، أيضًا إلى ادعائه بأنه حذَّر الناس من هجوم بن لادن، في كتاب له قبل عام من هجمات الـ11 من سبتمبر 2001.
وبرز مخطط ترامب، لاحتكار الفضل في عملية البغدادي، في جملة محددة أوضحت أنه يعتزم استغلال العملية خلال الأيام والأشهر المقبلة لتعزيز صورته، إذ قال ”لم أحصل على أي تقدير لتحذيري من بن لادن، ولكن لا مشكلة. فأنا لا أحصل على الفضل أبدًا، وها نحن ذا“.