شفق نيوز/ ذكرت مصادر صحفية بريطانية، الاحد، ان لندن قررت مؤخرا ارسال فريق من علماء الآثار المتخصصين، من طراز (إنديانا جونز)، ليتولوا مهمة صيانة وحماية القطع التاريخية الثمينة النادرة التي تعرضت إلى التدمير والتخريب على يد عصابات "داعش" الإرهابية في العراق.
وقالت تلك المصادر ان من بين الخبراء الموفدين، الدكتورة جين مون، التي تعدّ واحدة من علماء الآثار الغربيين القلائل العاملين في العراق، مشيرة الى انها بدأت بالفعل تدريب الآثاريين العراقيين، مع فريقها التابع لجامعة (مانشستر) والذي يعدّ واحداً من ثلاث وحدات أجنبية تعمل في العراق.
وبحسب تقرير صحفي لمجلة (ديلي بيست) الأمريكية ذكرت فيه مون إنّ "العراق هو موطن الحضارة، هنا تعلّم البشر كيف يكتبون وكيف يسكنون المدن".
وقالت مون وفقاً للتقرير أنها "لن تنقذ رأساً من حجر على حساب رأس إنسان حقيقي أبداً"، مستدركة ان الشعوب تحتاج إلى تراثها.
واشادت مون باهتمام الحكومة البريطانية وتوظيفها المال والطاقات والموارد في إنشاء صندوق للحماية الثقافية يصمم لحماية تراث بلدان مثل: العراق وسوريا من الصراعات وأفعال التخريب الثقافي التي تسببت في تضرر أدلة حيوية تشهد على المنابع الأولى التي ابتدأت منها الإنسانية وتطوّرت.
وأضافت مون إنّ فرق الإنقاذ المنتخبة من علماء الآثار المدربين، جاهزة للدخول إلى المواقع المتضررة فور التمكن من تأمينها، موضحةً انه سيتم تدريب فريق المتخصصين في الاستجابة الطارئة على أيدي البريطانيين، ليصبح قادراً على تشخيص وحماية أثمن البقايا الأثرية من عهود الحضارات السالفة بإستخدام أحدث التقنيات في عالم الآثار التي يمكن إرسالها إلى المواقع في ظروف الكوارث.
وعبّرت مون، التي تعمل منذ ثلاث سنوات في مشروعها الواقع جنوب العراق، في معرض إشادتها عن شعورها بالسرور لأن مزيداً من المساعدين قادمون في الطريق، قائلةَ حتى "لو لم يكونوا شبيهين بالضبط بإنديانا جونز".
وعن القوّة الدافعة وراء قرار بريطانيا بالتحرك والعمل في هذا الإطار، أشارت المجلة الاميركية الى إنّ وحشية "داعش" بحق الثقافة، والتي يجري تصويرها على أشرطة فيديو ثم تبث إلى كل مكان في العالم كانت هي الدافع الأساس للتحرك.
من جانبه، أكدّ، السكرتير العام لمنظمة (الترس الأزرق) - وهي ما يوازي جمعية الصليب الأحمر في الجانب الثقافي- (بيتر ستون) إنّ أعمال النهب من أعظم الأخطار التي تهدد المواقع الأثرية "الرائعة" في المنطقة، مرحباً بزيادة عدد المدرّبين الآثاريين العاملين في العراق .
وفي معرض حديثه نبّه (ستون) إلى أنّ معركة التصدي لأعمال النهب يجب أن تبدأ من صالات المزاد الكبرى في نيويورك ولندن، مشددا على جعل جامعي التحف الآثارية في باقي أنحاء العالم يدركون ما هم فاعلون، "إذ يجب أن يدرك هؤلاء أنّهم حين يشترون هذه المواد التي تعود لبلاد ما بين النهرين فإنهم يشاركون بشكل شبه مؤكد بتمويل داعش".
فيما أفاد متحدث باسم المتحف البريطاني، بأن برنامج تكوين فريق متخصص من الآثاريين الذين يمتلكون القدرة على إدارة التراث في ظل أوضاع الطوارئ قد أخذ مجراه بالفعل، مؤكداً أنّ مؤسسته تعمل بالتعاون مع المتاحف في بغداد والسليمانية والبصرة للبدء بتأسيس وحدات العمل.
يذكر أنّ من بين الوسائل الغربية المتطوّرة ستكون هناك رادارات تنْفذ إلى ما تحت الأرض ومناخل مائية وتكنولوجيا الحمض النووي وهذه سوف يطلع عليها ويشارك بها جيل جديد من متخصصي الآثار العراقيين الشغوفين المتطلعين لصون وحفظ تراثهم الآثاري، لا لأهميته العالمية فقط بل لأنه "مبعث فخر وطني أيضاً".