شفق نيوز/ فارس حميد، شاب كركوكي لم يتجاوز عامه العشرين، غير ان الحياة التي تمرست على القسوة والمعاناة في العراق وفي منطقته، اجبرته على تعلم أكثر من صنعة؛ فلطالما كانت تلك المواهب المتعددة أسلوبا لمجابهة الوضع العراقي المتجذر في قسوته.
وفارس خريج معهد كهرباء في محافظة كركوك؛ ولكنه يعمل حداداً ويجتهد في مجال إعادة تدوير الأشياء، كما يشتغل بتركيب المصاعد وادوات الرياضة وينتج المناقل او كوانين النار كما يقال في اللغة التي يشعل فيها الفحم ويشوى عليها او يطبخ، كما انه يصنع الاسلحة وسكاكين خاصة.
ليس ذلك فحسب، بل ان فارس مدرب رياضي للعبة كيكوشينكاي الياباني وهي عبارة عن حرب قتالية بالأيدي والارجل.
وكغيره من الشباب الذين تعودوا ان يعيشوا حياتهم بجد وكرامة، مثلت أيام التباعد وحظر التجوال الذي فرض منذ شهر آذار الماضي محنة حقيقية له، بعد ان كانت مواهبه المتعددة تلك ومساعيه تؤمن له حاجة منزله من متطلبات الحياة.
ولكن بعد فرض حظر التجوال بسبب تفشي فيروس كورونا قرر فارس ان يستجمع ابداعاته ومواهبه تلك في مكان واحد، فأصر على ان يواصل تدريباته في مكان عمله في ورشة الحدادة ذاتها.
يقول فارس لشفق نيوز، التي التقت به في ورشته وهي أيضا مكان مواصلة تدريباته، "عملي كحداد ليس فقط لإنتاج الشبابيك والابواب اذ ان هنالك منتجات أخرى مركبة ومكائن معقدة أقوم بتصنيعها".
وأردف بالقول، "اصنع أيضا أجهزة رياضة ورافعات ومصاعد درجة أولى فهناك مصاعد انا اصنعها كما اعالج المصاعد المستوردة واصنع الالواح الكهربائية للمصاعد".
ويتابع انه يقوم فضلا عن ذلك "بصناعة الحراب والسكاكين والسيوف التي ننتجها هنا في كركوك كما أقوم بصناعة بنادق الصچم "طشاري" وكذلك البنادق الهوائية"، لافتا الى انه ينتج تلك الأمور كهواية لديه من الطفولة.
ويفصح المبدع المتعدد المواهب فارس حميد عن شكواه وألمه من الوضع الراهن بالقول "في الوقت الراهن لا تتواجد قاعات ولا يتواجد مكان لنتدرب فيه".