شفق نيوز/ تسعى جهات عشائرية في بعض محافظات العراق الى تنفيذ ممارسات مجتمعية مفيدة، اذ لم يعد الامر مقصوراً على التصور السلبي ما ان يأتي ذكر العشائر.
ففيما يتعلق بتكوين الاسر الجديدة، تحول حلم الزواج في العراق إلى عبء كبير يؤرق الشباب والعائلة العراقية، مع ارتفاع مهور الزواج التي أدت إلى عزوف معظم الشباب عن الزواج، وزيادة العنوسة بين النساء.
وأطلقت عشائر قضاء الشرقاط شمالي محافظة صلاح الدين مبادرة عشائرية مجتمعية غير مسبوقة أفضت إلى زواج اكثر من 60 شخصا؛ وبمهور لا تتجاوز 200 الف دينار، لكل زيجة.
وقاد اثنان من شيوخ عشائر الشرقاط هما، محمد احمد صالح، و يونس العلوان المبادرة للتشجيع على الزواج وانهاء حالة العزوف بسبب التكاليف المادية الباهظة وانعدام فرص العمل والدخل المعيشي المتواضع لكثير من الاسر في قضاء الشرقاط من جراء الحروب والاوضاع الحالية الراهنة.
والمهر هو رسم شرعي وقانوني يفرض على العريس لضمان حقوق العروس المادية، فيكون المقدم وسيلة لتجهيز كامل للعروس ولبيت الزوجية، والمؤخر هو ضمان مادي تعده العائلات العراقية رفعاً أو تقليلاً من قيمة الفتاة وشأنها.
وقال الشيخ يونس العلوان لوكالة شفق نيوز "ان اكثر من 40 حالة زواج شهدها قضاء الشرقاط في قرية الخضرانية وبمباركة واتفاق ذوي المتزوجين ووجهاء العشائر ضمن مبادرة مجتمعية لمعالجة مشكلات العزوف عن الزواج وتكاليف المهور العالية في عموم البلاد".
وأضاف أن "المبادرة بدأت تنتشر في الشرقاط وسيجري تزويج أكثر من 20 شخصاً في قرية عويجيلة في الـ 48 ساعة المقبلة".
ودعا العلوان، المؤسسات الدينية والمدنية والجهات الحكومية، الى "دعم المبادرة واطلاق حملات توعية وتثقيف لانهاء حالات العزوف والعنوسة لدى النساء التي سببتها الاوضاع المعيشية الصعبة".
وأشار إلى "إطلاق خطة تنسيقية مع وجهاء العشائر في صلاح الدين لتعميم المبادرة وانهاء اكبر مشكلة اجتماعية تواجه الشباب في العصر الحالي".
وأوضح أن "المبادرة تسهم بشكل كبير في القضاء على حالات الانحراف والسلوكيات غير المرغوبة في المجتمع جراء تطور وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي".
ويقع قضاء الشرقاط على بعد 125 كم شمالي تكريت مركز محافظة صلاح الدين وعلى بعد 135 كم غربي كركوك.