شفق نيوز/ رغم ما يبذله الأطباء وعموم الملاكات الصحية في العراق من جهود كبيرة في متابعة المصابين بفيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد ١٩، في ظل ظروف سيئة للمؤسسات الصحية، التي لم تتطور ولم تتجدد منذ ١٧ عاما، والمخاطر التي يتعرضون لها باحتمال تعرضهم للعدوى، فان بعض الناس يقابلون تلك الجهود بسوء ظن وبعدم احترام، وكثيرا ما يحمّلون الطواقم الطبية تبعات التدهور في حياة اقربائهم او وفاتهم، فيلجأون ليس فقط لتهديد الاطباء، بل الاعتداء الفعلي عليهم بالضرب المبرح الذي يلحق بهم الاذى، ما أضاف على كاهلهم مواجهة "معتدين آخرين" غير كورونا.

بدوره وجه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، الأجهزة الأمنية "بالتعامل بحزْم مع المتجاوزين والمعتدين على الكوادر الصحية"، بحسب ما أفاد به المتحدث باسم الملا طلال.

وتعاملت مديرية شرطة محافظة ذي قار في اليومين الماضيين مع حادثتين متفرقين للاعتداء على أطباء وملاكات طبية، واتخذت الاجراءات القانونية المطلوبة بإحالة ثلاثة متهمين للقضاء.

وقال مصدر امني لوكالة شفق نيوز، إن قوة حماية مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية، كانت قد تلقت بلاغا بوجود مشاجرة في داخل ردهة الطوارئ فتوجهت الى محل الحادث والقت القبض على متهمين اثنين يرمز لاسميهما (أ.ح.ع) 22 عاما و المتهم (ع.ع.ج) 48 عام يسكنان مدينة الناصرية لاعتدائهما على طبيبين ومعاون طبي بردهة الطوارئ على خلفية وفاة احد ذويهما المصاب بمرض كورونا.

واردف، ثم سجل حادث اعتداء اخر بعد منتصف الليل على ثلاثة مضمدين في الطابق الثالث بمستشفى الحسين التعليمي من قبل متهم يرمز لاسمه (ح.ح.س) 33 عاما يسكن مدينة الناصرية ايضا تم القبض عليه؛ واتخذت الإجراءات القانونية بحقهم وعرضوا على قاضي التحقيق الذي أصدر قراره بتوقيف المتهمين استنادا لإحكام المادة 230 من قانون العقوبات العراقي رقم ١١١ لسنة ١٩٦٩ المعدل والخاص بجرائم الاعتداء على الموظفين والمكلفين بخدمة عامة.

وقال بيان لقيادة شرطة المحافظة، اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، إنها مستنفرة لجميع امكانيتها لتوفير الأجواء الامنة للملاكات الطبية والسكان، مشيرة الى انه جرى تعزيز الحماية للمستشفى من قبل فوج حماية حفظ النظام الثاني الى جانب القوة الاساسية، التي تتعامل مع جميع البلاغات والشكاوى ضمن اطر القانون.

واوضحت،  أن هذه الاعتداءات تعد من المشاحنات الانية تقع في أماكن تواجد الملاكات الطبية مثل الردهات وغرف الإنعاش التي لا تدخل اليها عناصر الشرطة الا بعد طلب التدخل .

من جانبه صرح مدير دائرة علاقات واعلام وزارة الداخلية، سعد معن، لوكالة "شفق نيوز" بالقول؛ ان يوم امس واليوم شهدا تواصلا بين وزير الدااخلية مع مدير صحة ذي قار حسين الكزاوي و العميد حازم قائد  شرطة ذي قار، مبينا انهم متواجدون الان في مستشفى الحسين، وان اليوم السبت لم يشهد اي حادث اعتداء.

واضاف معن، ان هناك تنسيق عمل مشترك وجرى القيام بجولة على جميع المرافق الصحية في المحافظة من قبل قائد الشرطة ومدير الصحة في المحافظة لتأمين كل المرافق والمنشات الصحية، والمستشفيات من خلال قيادة الشرطة ومتابعة وزير الداخلية،  والتنسيق مع صحة ذي قار ومن ثم اعطاء كل التفاصيل الى وزير الصحة.

ومن البصرة، وفيما يتعلق بمعاناة السكان من الوباء، وضرورة توفير متطلبات المصابين العلاجية، دعا النائب عن المحافظة عدي عواد، اليوم السبت ، الى تخصيص معمل لانتاج الاوكسجين الى البصرة ومعملين الى ذي قار  بعد استجابته لتشغيل ستة معامل ، متعهدا " بنقلها ونصبها في المحافظة مجانا".

وقال عواد في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي، تابعته وكالة شفق نيوز، انه "بعد متابعة لمطلبنا السابق لمعامل الأوكسجين ولفيديو المواطن على العبيدي واستجابة خلية المتابعة لمكتب رئيس الوزراء لهذا الطلب فان الموضوع قد حل "، مقدما "لشكر والعرفان الى كل المضحين للواجب المقدس ".

واضاف " نسأل الله أن يرحم شهيدنا شهيد الواجب اخينا واثق المالكي مسؤول خلية متابعة البصرة وان يشافي بقية الأفراد" ، داعيا رئيس الوزراء الى  ان "يخصص أحد هذه المعامل لمحافظة البصرة واثنين لمحافظة ذي قار وأن توزع الأخريات للمحافظات الأكثر إصابة وحاجة".

واكد عواد استعداده للتكفل بجلب ونصب المعامل في هذه المحافظات مجانا ، شاكرا "كل من يشعر بالمسؤولية ويجاهد من أجل تقديم العون في معركة ضد هذا الفيروس".

من جانبه بحث محافظ ذي قار، ناظم الوائلي، اليوم السبت، مع رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الواقع الصحي في المحافظة، وجهود خلية الأزمة للحد من انتشار جائحة كورونا، الذي أثنى على دور إدارة المحافظة وخلية الأزمة في معالجة آثار تفشي الجائحة.

حيث أجرى الوائلي اتصالًا هاتفياً مع الحلبوسي، وقدم له رؤية شاملة عما يدور في المحافظة، والصعوبات والتحديات التي تواجهها إدارة المحافظة، والقطاع الصحي في مواجهة تفشي وباء كورونا فيروس، وأيضاً الحاجة الى الدعم الحكومي الكبير لإحتواء هذا التفشي.

وطالب الوائلي، من رئاسة مجلس النواب، بالتدخل العاجل والفوري لحث الحكومة الاتحادية، ووزارة الصحة الأتحادية لتقديم الدعم المناسب للقطاع الصحي في المحافظة الذي يعيش ظروفًا صعبة حاليًا.

من جانبه، أكد الحلبوسي وقوف مجلس النواب ورئاسته مع أبناء المحافظة في مواجهة هذه الجائحة، وأيضاً سعي رئاسة المجلس للتحرك على الجهات ذات العلاقة لإغاثة المحافظة، ورفدها بما تحتاجه من مستلزمات طبية وأجهزة وغيرها من المواد التي تسهم في تقليل الأزمة الحاصلة في المحافظة.

كما أثنى رئيس مجلس النواب على الدور الكبير الذي يلعبه محافظ ذي قار في تثبيت الواقع الأمني، وأيضاً جهوده المبذولة في سبيل التقليل من أثار الأزمة الوبائية التي تعيشها المحافظة، مؤكدًا ان المجلس ماض في دعم إدارة المحافظة لما يلمسه منها من جدية، وإصرار واضح على النهوض بواقع هذه المحافظة.