إذا كان دليلُ القمرِ هو القمر ودليلُ الشتاء هو المطر فدليلُ كوردستان هو الألمُ والصبرُ والقتالُ والشهادةُ ، حيث تناثرت فيها البرائة في مهبّ الموت وسط صمت المجتمع الدولي الذي سكت عن جرائم النظام الدكتاتوري ضد الكورد
فالجرائم المرتكبة بحق الكوردستانيين كثيرة وكبيرة، خاصة تلك التي أراد القائمون عليها بكل وحشية وقساوة أن يبيدو ويسكتوا الصوت التحرري ويخمدوا نيران الثورات ووأد القضايا القومية العادلة
فـ في الحادي والثلاثين من تموز عام 1983 قامت السلطات العراقية بتجميع ثمانية آلاف بارزاني بينهم نساء وأطفال وشيوخ وقام بأقتيادهم الى الصحراء حيث مثواهم الأخير، إذ تم قتلهم ودفنهم تحت التُراب وهم أحياء ، كان ذنبهم الوحيد أنهم كورد ، فيما كان العنوان الأبرز للجريمة هو صمت الاخوة في الدين والشركاء في الوطن ، والساسة وأئمة الإسلام في العالم ودول الجوار ، الذين فضلوا السكوت عن قول الحق وعن عدم جواز قتل النفس البريئة ، وكذلك الحال بالنسبة لضباط الجيش الذين لم يترددوا في توجيه السلاح ضد الابرياء ، بل كانوا يتفننون في تنفيذ مهامهم الاجرامية
اليوم، وبعد مضي ستِ وثلاثين عاماً على تلك الجريمة البشعة التي إرتكبها واحداً من دعاة القومية العربية، مازالت المقابر الجماعية تستكشف في جنوب العراق وآخرها كانت في مدينة السماوة منذ أيام مضت ، ورغم تحرير العراق وتغيير النظام الا أن الكوردستانيين مازالوا يعانون الأمرين جراء ممارسات بعض ساسة بغداد ممن ما زالوا يمارسون ذات النهج الذي يتطابق مع تصرفات الصداميين اللاإنسانية السابقة تجاه الكورد عامةً
ورغم حكم القضاء العراقي في الثالث والعشرين من حزيران عام 2007 بأعدام المتهم الاول في تلك الجرائم علي حسن المجيد ومتهمين آخرين هما سلطان هاشم احمد وحسين رشيد محمد ، الذين اوكل اليهم النظام الدكتاتوري قيادة الحملة ، إلا أن الحكومة العراقية وبأعتبارها الوريثة القانونية للحكومات السابقة لم تقم بتعويض ذوي الضحايا كما لم تقم بتقديم أعتذار رسمي للكوردستانيين على ما أقترفه النظام الدكتاتوري ضد مكون رئيسي من مكونات المجتمع العراقي وهذا يثبت بأن الأنفال أكثر من مجرد جريمة وأن هناك من لازال يؤيد هذه الجريمة .