كثيرا ما نسمع عن الانسان لكننا نفتقده ، نحمل تلك الصفات الخارجية ونفتقد المضمون الداخلي لمعنى تسميتنا بهذا الاسم . كثيرون هم اشباه البشر المتظاهرون بأنهم ينتمون فكرا لمبادئ الحياة والرحمة ، وقليلون من يمتلكون الوعي الثقافي والاجتماعي .
ايهما ولد اولا الانسان ام دينه وقوميته ؟ الجواب جارح للكثيرين ممن يودون الثأر لأعوام مضت تقدر بالالاف وشافي لقلوب البعض ممن يودون العيش بسلام ، الحياة شارفت على الانتهاء لدى بعض الذين ينضرون لها من تلك الزاوية المضلمة وما زالت مشرقة ومليئة بالمرح لدى من ينضرون لها بأنسانية . ليس ذنبي ولست الفاعل كلمة رددها الكثيرين ممن دفعوا الثمن لاغلاط ارتكبها اجيال قبلهم ومازال اؤلئك الذين يتصنعون الانسانية يجلسون في المقدمة يملؤن الشاشات ويتكلمون بأسم من انتزعت اراضيهم وخسروا ارواحهم وهم يلبسون افضل انواع الثياب ويسكنون الفنادق الفاخرة ويأكلون ما لذ وطاب ثم يسمون انفسهم "منظمات انسانية" يجنون المليارات ويعقدون الصفقات رواتبهم والاموال التي تصرف لهم اضعاف ما يصرف من اجل المحتاجين والمساكين ، لا تعقد الندوات والمؤتمرات الا في الفاندق الباهظة التكلفة ومن يسكنون الخيم ويفتقدون ابسط امور العيش تصلهم مخلفات هذه المنضمات من رغيف خبز و مدافئ بلا نفط شتاءً ومبردات للهواء رغم ضعف الكهرباء صيفا الى من هم بأمس الحاجة لها ، هذا كله عدا تجار الدين والسياسة الذين يقامرون بدماء المواطنين
يفجرونهم ويهجرونهم يقتلونهم على الهويات يوقدون عود الطائفية تحت شعار فرق تسد ، لم يشهد الوطن العربي هدوءا منذ سنوات بفضل السياسيين وتجار الدين الذين يسرقون ويقتلون ثم يستنكرون مصالحهم اولا وسرقاتهم هي اكثر ما سُجل على مر التاريخ ويبقى المواطن الفقير والمحتاج لتلك الانسانية والرحمة في نفس الدائرة حتى يستخدمون احساسهم بالأخرين