هل هذا ما نريد ان نصل إليه بعد عجز الدولة عن القيام بمسؤولياتها بسبب الاندثار تحت كثبان الفساد، السلاح السائب يخير الدولة بين "التبعية أو الحرب" بين "التطرف أو الموت"..احد اصحاب الحسابات المناصرة لعبث خلايا كاتيوشا يهددون مؤسسات أمن الدولة بالموت أو الصمت.
ما هو سر توقيت صعود هجمات خلايا الكاتيوشا مع عودة نشاط التحالف الدولي الساند للقوات المشتركة العراقية للقضاء على فلول داعش وتحييد عملياتهم؟، التي بلغت ذروتها في شهر ايار/مايو 34 عملية اسبوعيا، وبعد عودة مساندة التحالف تحييدت الهجمات الى 5 اسبوعيا في حزيران/يونيو الجاري.
في لقاءات اجريتها مع قيادات عسكرية تنفيذية ومعلوماتية عن موقفهم من عودة نشاط خلايا الكاتيوشا؛ كانت مجرد تصورهم فكرة المواجهة العسكرية مع هولاء المتمردين كفيلة بأن تشعرهم بشحنة النشاط الكبيرة لتأديب هذه الخلايا، وهم بانتظار الأوامر السياسية لتجريف أذاهم عن الساحة العراقية.
هذه الخلايا حسب مدركها تحاول تذكير الأحزاب السياسية الشيعية بأنها فشلت في مشروع بناء دولة إسلامية، بل ولا تزال تلك الأحزاب متورطة بشكل مباشر في جلب الأمريكان الى العراق.
تعاني معظم الاحزاب الإسلامية الحاكمة في العراق من سمعة سيئة، وذلك بسبب فساد اعضائها السياسين والحكوميين.
خلايا الكاتيوشا بحسب النصوص المنشورة لها منذ شهر شباط/فبراير الماضي، واضح انها تعود لشباب عقائدي حديثي عهد بالخطاب السياسي والديني، هناك الكثير من المناورات الاعلامية السطحية والقليل من الاحترافية، وخطاباتهم مملوءة دائما بالاخطاء الاملائية وهذه اشارة انهم ليسوا من خريجي الحوزة!
من زاوية ما، يمكننا اعتبار تأخر نتائج لجنة التحقيق التي شكلها الكاظمي، هي عملية صمت وتخدير جديد، أو بالأحرى أنها تهدئة للقوات المسلحة العراقية بسبب غضبها من إهانات خلايا الكاتيوشا لهم، أنها بمثابة " الاعتراف بخلايا الكاتيوشا" التي استولت على التمرد المسكوت عنه بالمعنى الحرفي.
شهر حزيران/يونيو الجاري استهدفت خلايا الكاتيوشا في بغداد المصالح العسكرية والدبلوماسية للتحالف الدولي والولايات المتحدة الامريكية 6 مرات، وكانت كتالي؛ يوم 8، 10، 13، 15، 18، 22.. وعديد الصواريخ الكاتيوشا 10 صورايخ سقطت لكنها لم تحقق أي استهداف مباشر أو خسائر بشرية او مادية تذكر.
إهمال ملاحقة خلايا الكاتيوشا ضاعف عديد الخلايا الخارجة عن القانون فكانت في شباط/فبراير 2020 فقط خلية واحدة واليوم اصبحن 6 خلايا، الخطأ على مستوى الاستخبارات قد يفهم، واما على مستوى عدم وجود إرادة سياسية حازمة فهذا ضعف، وعلى مستوى عجز العدالة بفرض القانون على الجميع فهذا انهيار.