2019-09-11 16:42:43

تشير الازمة الحالية الى ان  حكومة عادل عبد المهدي أصبحت أمام طريق مسدود لاتستطيع التقدم فيه خطوة الى أمام ولم يبق لها الا أن ترفع راية الاستسلام الى القوى السياسية التي اختارت لها الوزراء واقحمت فيها الدرجات الخاصة من وكلاء وزارة ومدراء عامين فلم يقدموا ما يغني عن فقر ولا ما يسمن عن جوع لأبناء بلاد الرافدين الغنية بالنفط والفقيرة الى مجمل الخدمات . ولذلك تحاول القوى السياسية تلميع وجه الحكومة بتغيير بعض الوجوه المخلة بالوظيفة واستبدالها بمن سيسير على نهج اسلافه ما دامت المحاصصة والمجانسة والملابسة هي الوسائل في اختيار أهل البيت الاخضر .

ورغم خروج الجماهير في تظاهرات صاخبة  ونداءات المرجعيات الدينية التي بُـح َّ صوتها ، لم  تعالج القوى السياسية حالة الفساد الشائعة بين أصحاب الكروش المتخمة والمتربعة على كراسي السلطة ، فـذهبت الدعوات ادراج الرياح، لا أحد يصيخ السمع ولا حاكم يرعوي فالجمع سادر بغَـيّهِ صمٌ  بكمٌ فهم عمي لا يفقهون ، وما أن يمسك أحقر صعلوك بتلابيب الحكم سواء في قاعة البرلمان أو في رواق وزارة أو في دهليز دائرة من الدوائر المتخمه بالدولارات والمقاولات، مثل البنوك ووزراة النفط والمالية والنقل والمواصلات والصحة والتعليم والحبل على الجرار ، حتى يبدأ بفتح جيوبه وسرواله وسروايل أهله وأقاربه الى سابع ظهر يَـعـبُّ فيها كل ما خـفَّ وزنه وغلا ثمنه من عملات عالمية وأموال محلية وينهب يمينا ويسارا ولا يترك ما على الارض من دابة الا وحملها على ظهره في ليلة ليلاء ليضمها الى قطيعه وامواله السحت الحرام .

إن الكيل طفح بالناس مما يشاهدون من نهب للاموال وفساد اداري واستيلاء على المناصب دون وجه حق  ونقص في الخدمات وحاجة للضرورات مثل الماء والكهرباء والصحة والتعليم، حتى جزع الناس وراحوا يلطمون الصدور في تعازي الامام الحسين الشهيد ( ع ) عسـى أن يطفئ اللطمُ نارَ غضبهم، وأظنهم سيتوجهون عاجلا من كربلاء الى الخضراء ليجعلوها كعصف مأكول وحينها لات ساعة مندم يا أولي الالباب.