2020-02-20 10:37:10
لقد أثبت التأريخ الحديث للعالم أجمع من خلال الأيام العصيبة وتناقض المواقف السياسية لبعض المشاركين في الكابينة الوزارية نجاح التجربة الدبلوماسية الناعمة التي يقودها حالياّ السيد نيجيرفان البارزاني رئيس إقليم كوردستان العراق على الصعيدين المحلي والدولي والإقليمي نتيجة تعرض الإقليم لمواقف متباينة وضعته على مفترق طريق , وفي أحلك الظروف التي عصفت بحركة التحرر الكوردية منذ سبعينيات القرن الماضي وتحديداّ المفاوضات العسيرة مع النظام الشمولي والتي أثمرت بيان الحادي عشر من آذار عام 1970 بقيادة مهندس الحكم الذاتي الشهيد أدريس البارزاني  مروراّ بانتفاضة الشعب الكوردي عام 1991 والى يومنا هذا , وما يؤهل الكورد في الإقليم من إحتلال موقع متميز بين سائر شعوب المنطقة كان لزاماّ عليهم تبني دبلوماسية متوازية مع الأطراف التي تتعامل معها , ومن أجل إدارة علاقاته لابد من إستخدام أساليب متنوعة من خلال مسيرته النضالية للحفاظ على وجوده والإستمرار في الحياة الكريمة التي تنعم بالحرية والإستقلال والذي هو حلم كل كوردي شريف , وخير دليل مفاوضات ما بعد أحداث السادس عشر من أكتوبر من عام 2017  مع حكومة المركز بعد فرضها ما يسمى بسلطة القانون على الإقليم بعد  القرار الجريء من القيادة السياسية وإجراء الإستفتاء الشعبي على الإستقلال حتى تمكنت الدبلوماسية الكوردية من خلال تحليها بالصبر وسعة الصدر وحنكتها وحكمتها السياسية من كسر الحصار والإنفتاح على العالم الخارجي حيث كان هدفهم هيكلة إقليم كوردستان الدستوري ومحو الهوية الكوردية وطمس التراث الكوردي .
وليس ببعيد ما أسفرت عنه محادثات السيد نيجيرفان البارزاني وما تناقلته وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وبإهتمام بالغ ومشاركته الفاعلة في المؤتمر العالمي الإقتصادي في دافوس بسويسرا , ولقاء رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترامب بسيادته دون غيره من مسؤؤلي الحكومة العراقية مما يدل على عمق العلاقة الأمريكية الكوردية وإحترام الأمريكان لمواقف الشعب الكوردي ومساندتهم له وعدم التخلي عنهم وخاصة عند تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 688 في عام 1991 الخاص بإنشاء منطقة ملاذ آمن للكورد من بطش طيران النظام البائد , حيث الطريق الى العراق يمر من إقليم كوردستان حسب رأي بعض المراقبين .
وجدير بالذكر وما لفت إنتباه العالم الى زيارة السيد مسرور البارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان العراق  وبدعوة رسمية الى المانيا وايطاليا ومشاركته الفاعلة في مؤتمر مينشن للأمن ولقاء سيادته بابا الفاتيكان حيث وصف المراقبين الإقليم في بعض الأحيان ، بأنه العراق الآخر ، وبلد التسامح والتعايش السلمي لجميع الطوائف والأقليات والأديان , حيث لها حكومتها المستقلة وبرلمانها الخاص بها بالإضافة الى الأجهزةالأمنية و قوى الشرطة الخاص بها وعلاقاتها الدبلوماسية الخاصة مع العالم الخارجي , عليه قامت حكومة الأقليم بموجب (المادة 22 من نظام مجلس الوزراء في إقليم كردستان  العراق رقم (1 في 15/6/2000) ودستور جمهورية العراق لعام 2005 (المادة 121، فقرة 4) بتأسيس دائرة للعلاقات الخارجية والتي تقابل وزارة الخارجية في أيلول  200، بوصفها ضرورة وركيزة مهمة من ركائز الحكومة لتعزيز مصالح الإقليم وشعبه وتنفيذ الكثير من الواجبات في ميادين عدة وخاصة في ميدان العلاقات مع المجتمع الدولي , وهي إحدي الدوائر التابعة لرئاسة مجلس الوزراء من أجل وضع الإقليم في قلب الأحداث الدولية وتفاعلاتها و إبراز جهود الحكومة في ميدان العمل الدبلوماسي من خلال تطوير العلاقات الدبلوماسية لحكومة اقليم كوردستان مع دول العالم.