2019-09-09 17:05:07


بلغت صادرات إيران من النفط أعلى معدلاتها في أوغست الماضي، وكانت الإمارات في مقدمة الدول المستوردة بمعدل 230 ألف برميل، وبينما يواصل الرئيس الأمريكي طريقته المعتادة في الثرثرة التي لم تعد ترهب أحدا فإن حلفاء واشنطن يشتكون من تهديدات إيران وحلفائها، وبعضهم أدرك إن الجعجعة الأمريكية بلاطحين، فأخذ يتحول عن واشنطن الى سواها بحثا عن ملاذ سياسي وأمني يقيه المشاكل التي تحيط به.
يمكن القول: إن إدارة ترامب هي أكثر إدارة أمريكية في معدل إطلاق التصريحات والتهديدات، وإعلاء الصوت دون أن تؤثر في الإيرانيين الذين يريدون التفاوض مع الإحتفاظ بمكاسبهم التي تحققت خلال العقد الماضي، وبينما تزيد واشنطن من ضغوطها، وتكرر تهديداتها، وتعلن فرض عقوبات جديدة، لايبدو إن الإيرانيين مكترثين كثيرا لوضع تعودوه خلال أربعين عاما كاملة منذ الصراع مع إدارة كارتر، وأزمة الرهائن التي أسقطت الرئيس الديمقراطي في حينه وأعلنت نجم الممثل رونالد ريغان.
يعلن الأمريكيون إنهم يتفاوضون مع الحوثي بغية إنهاء النزاع في اليمن، ويقوم حزب الله بضرب مدرعة في العمق الإسرائيلي، وتعلن طهران التواصل مع الإمارات التي تنسحب من مواقع في اليمن، ثم تشعل حربا في جنوب هذا البلد، وتوجه صفعة للتحالف العربي، وكل ذلك يؤشر إن المحور الإيراني اشد صلابة، وفجأة يعلن مسؤول أمريكي إن واشنطن لديها مايكفي من القوة لحماية مصالحها، لكنها لاتستطيع حماية حلفائها.
الرئيس ترامب يبشر بلقاء مع الرئيس روحاني على هامش الإجتماع الأممي في نيويورك بعد ساعات من إعلان طهران نيتها تخفيض إلتزاماتها المتعلقة بالتخصيب، وهو مؤشر على فشل سياسة الرئيس الثرثار، فكوريا الشمالية، وبرغم القمم بين الرئيسين الأمريكي والكوري الشمالي تخصب، وتطور الصواريخ وتطلقها، وفنزويلا صامدة وتهدد كولومبيا، وإيران تعلن إنها لن تعود للتفاوض، حتى تعود واشنطن للإتفاق الذي وقعته في عهد اوباما وغادرت في عهد ترامب.
دونالد ترامب يؤذي العالم بجملة مواقف في محاولة لترسيخ هيمنة الولايات المتحدة، لكنه يدرك في سره إن نجم الإمبراطورية بدأ يأفل، وهناك المزيد من الدول لم تعد تأبه له.