2018-10-28 15:25:00

علي حسين فيلي / عدد الذين يعملون معي في (شفق)، اقل من عدد وزراء التشكيلة الوزارية للحكومة العراقية، ولكن وفقا للإمكانيات ومجال العمل، من المحتمل ان نكون قد تحصلنا على ثقة اناس اكثر! والسبب وكما يقول احد المفكرين ان الحكام الذين وعدوا الناس ان يشيدوا جنة على هذه الارض انما تسببوا في الحقيقة بجحيم فيها!!   

ان التعلق بالسلطة وحكاية التعطش لها لا تختلف من مكان لأخر، ولكن في هذا البلد، عندما تتجدد الحكومات تكون اضعف من ذي قبل، ومن هذا المنطلق نستطيع القول: ان حكومة السيد عادل عبد المهدي تتشكل في عهد المطالبين بالحقوق ومهيجي الجماهير في الشارع؛ ومن اجل اثبات براعته وبراعة حكومته وتنفيذ برنامجه تم منحه مهلا يومية واسبوعية وليست سنوية. حتى وان استطاع ان يبتعد بسرعة الماضي فانه ليس باستطاعته ان يحصل على ثقة الناس بهذه الحكومة بالسرعة الكافية!

من الواضح ان الممثلين الرئيسين للعبة السياسية في العراق لا يطلبون السلطة من الناس وليست هذه مشكلة المواطنين في هذا البلد لوحدهم والذين ابتعدوا عن حب الحكومات منذ امد بعيد.

ان السيد الدكتور عادل عبد المهدي سبق وان حاولوا ان يجعلوه رئيسا للوزراء، وبذلك فان قدومه المتأخر ليس ذريعة من اجل ان يدافع عن تلك الشعارات المنتهية الصلاحية او التي لم يعد لها سوق! فاذا كانت له ارادة تنفيذ ولو جزء من برنامجها الحكومي، فان الشعب ما زال في جعبته بارقة من الامل والعكس صحيح ايضا، ان الذي يخلق الاحتجاجات دوما هو البرنامج السيء الذي يحتوي على وعود وشعارات لكثير من الاشياء ولكنه لا يبني الثقة والايمان بالحكومة. لذلك فان مسألة تشكيل الحكومة الجديدة لها معنى مختلف في الديمقراطية الخاصة بهذا البلد!

لم يكن المهم من الذي يخلف الدكتور العبادي، بل كان فقط الا يفوز مرة اخرى!! فجميع الاحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات، تعاونت بكل ثقلها لكي لا يعود العبادي لتشكيل حكومة كان برنامجها مليئا بخروقات الدستور وزرع الشقاق والهوة بين المكونات. وهذا يعني ان الحكومات السابقة وعوضا عن بناء الثقة التي توفر قسطا من الراحة للناس، اثبتت انها تستطيع فقط ان تنتج اللعنات.

 

ويقول المواطنون اليوم: بدلا من تقوية النفس، ليس من داع ليبنوا كل امالهم على حكومة ضعيفة حتى وان كان يترأسها الدكتور عادل.