رغم إعلان الحكومة العراقية ، بدأها بصرف الأموال التي وعد رئيس الوزراء بصرفها للمحافظات الوسطى والجنوبية ، الا ان هذا الاجراء فيما يبدو لم يقنع المتظاهرين بوقف الاحتجاجات وفي ذات الوقت لم يقنع المرجعية الدينية التي طالبت من المتظاهرين عبر وكيلها خلال خطبة الجمعة ، إلى تأكيد حق المحتجين في المطالبة بالحقوق ، وقال: إذا تعرض الإنسان لأمور تستوجب الغضب من مشكلة شخصية اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو عسكرية وهو أخرجه من بيته لأن يواجه هذه المشكلة وكان الغضب تحت السيطرة فهو غضب ممدوح... واصبح بذلك التعبير الجماهير عن سخطهم من الحكومة والخروج في تظاهرات غضبا ممدوحا و ربما سيكتب للشخص الغاضب حسنة في خروجه هذا...
ومن جهة اخرى وبعد ان شهدت محافظة صلاح الدين سلسلة احداث دموية ، وعلی اثرها اتسع نطاق المطالبات الجماهيرية في المحافظة ذات الغالبية السنية بانسحاب فصائل الحشد الشعبي من مدينتهم وذلك بعد خطف مشايخ عشيرة الخزرج وقتلهم على يد مسلحين مجهولين ولكن مصادر محلية أفادت بأن القتلة ينتمون إلى مسلحي احدی فصائل الحشد الشيعي رغم نفي الفصائل للتهمة ، الا ان الجماهير لم تقتنع التي...وهذا ما ادى الى ظهور غضب عراقي آخر الا انه لم يدخل لحد الآن ضمن خانة الغضب المحمود...
فقد تحول هذا المطلب الجماهيري الى مطلب وموقف رسمي ايضا...فبعد مطالبة محافظ صلاح الدين بـ«إبعاد فصائل الحشد خارج المحافظة ، التحق مجلس المحافظة بركب المطالبين ودعا إلى إخراج جميع الفصائل المسلحة من المحافظة... واثر ذلك انضم مجلس شيوخ صلاح الدين أيضا إلى المطالبين بخروج فصائل الحشد وطالب الحكومة المركزية بـ التدخل وسحب كل القطعات غير المنضوية تحت راية القوات المسلحة لتجنب المزيد من المشكلات والصدامات الا ان الحكومة لم تستجب لهذه المطاليب كونها لم ترتقي بعد الى درجة الغضب الممدوح .