2018-09-02 17:03:00


من أصول الضيافة عند العرب تقديم القهوة للضيوف كتقليد إجتماعي يتميزون به على غيرهم , ولها آدابها وقوانينها في المضايف عند إحتسائها أو هز الفنجان ليعلم الساقي بكفاية الضيف منه أو وضع الفنجان على الأرض من قبل الضيف دون شربه دليل على رغبته بطرح مشكلة يراد لها حل من كبير القوم أو شيخ القبيلة , كل هذه الممارسات والتقاليد الإجتماعية بعيدة عن الأجواء السياسة , لكن لايمكن التنصل عن الواقع المفروض على العراقيين كونه مسيس بإمتياز وله تأثير مباشرعلى الحياة اليومية للمواطنين , حتى أصبحت السياسة في يومنا هذا تسري في عروق عامة الناس دون السياسيين .
زار الوفد الكوردي بغداد مؤخراً للتفاوض حول آلية تشكيل الكتلة الأكبر وإمكانية التحالف مع الكتل السياسية الفائزة إنطلاقاً من التقارب في الرؤى السياسية والتوافق على البرنامج الحكومي للكابينة الوزارية القادمة وضمن الإطار المشروط الذي دعا اليه السيد الرئيس مسعود البارزاني من خلال الإلتزام بمبدأ الشراكة السياسية دون المشاركة والتوافق في إتخاذ القرارات المفصلية والتوازن في المناصب السيادية داخل المؤسسات الحكومية من أجل بناء دولة قوية إتحادية فيدرالية تضمن حقوق جميع الأقليات والمذاهب والطوائف وبكافة ألوان طيفهم السياسي لضمان إستقرار العراق أمنياً وإقتصادياً ليكون قبلة للديمقراطية ومثالاً يحتذى به بين دول المنطقة . 
لقد عاد الكورد الى بغداد بمحض إرادتهم ليساهموا في تشكيل الحكومة العراقية بعد تحريره من بقايا أزلام النظام البائد عام 2003عندما تنازلوا عن فرصتهم الذهبية التي هيأت لهم الأجواء السياسية الملائمة والأرضية الخصبة الممهدة للإستقلال بعد إنتخابات تشريعية وتشكيل أول حكومة وبرلمان عام 1992,  ولا يغيب عن البال مشاركة قوات البيشمركة الأشاوس في الدفاع عن مدينة بغداد منذ أول يوم من سقوط الصنم عام 2003 بالإضافة الى مقارعتهم للإرهاب الأعمى في عقر دارهم , ولا ينكر الدور المتميز للقادة الكورد في مجلس الحكم , لكن جرت الرياح بما لاتشتهيه السفن , وتعمدت الحكومات المتعاقبة على عدم تنفيذ وعودهم التي قطعوها وتنصلوا منها ضامرين في صدورهم حقداً دفيناً بعدم التعامل مع الكورد بالرغم من شرعية حقوقهم الدستورية والعمل خلف الكواليس على إمكانية هيكلة إقليم كوردستان وإعادته الى ما قبل عام 1991 والتعامل معهم على أساس المحافظات بعد قطع الموازنة السنوية وقطع رواتب الموظفين ومستحقات البيشمركة منذ عام 2014 بحجج ما أنزل الله بها من سلطان متناسين بأن الكورد أحد أضلاع المثلث العراقي .
السؤال الذي يتبادر الى الأذهان ويطرح نفسه , هل إحتسى الكورد القهوة في مضايف بغداد ؟ أم وضعوا فناجين  القهوة على الأرض وإمتنعوا عن شربها ؟ داعين مركز القرار السياسي الى حل المشاكل العالقة بين بغداد وهولير تحت سقف الدستور الذي صوت عليه غالبية الشعب العراقي وما حدث بعد السادس عشر من أكتوبر المنصرم زاد في الطين بلة .
 فهل إستلم الكورد إشارة كبير القوم بإحتسائهم لقهوتهم  وإعتبار الموضوع منتهياً من جانبهم وفي طريقه الى الحل ؟
وهل سيكون تصريح الناطق الرسمي لتيار سائرون مجرد زوبعة في فنجان عندما قال :  ستكون مطالب الكورد من أولويات الحكومة القادمة .
 وما مدى ثقة الكورد بحكام بغداد في تطبيق بنود الدستور الذي تم خرقه في أكثر من خمسين مادة دستورية مع سبق الإصرار الترصد ؟ 
ختاماً هل يصح القول مع حكام بغداد كما يقول المثل الشعبي ( اللي تواعد بي خير من تاكله ) .