لم تتمكن السياسات القديمة والجديدة ، الرسمية وغير الرسمية من التأثير على عمق العلاقات الكوردية العربية باعتبارهما المكونين الرئيسيين في العراق. لا اريد ان اوغل في التاريخ ولكن سأتطرق الى مرحلة احتلال داعش للموصل ومناطق اخرى وكيف احتضن اقليم كوردستان حوالي مليوني نازح من المكون العربي وكيف حررت البيشمرگة مناطق عديدة للمكون العربي في كوردستان، وهم ينعمون الآن بالأمن والأمان وكل الاحترام والتقدير. كوردستان يتجه نحو دولة مستقلة كحق طبيعي منصوص عليه في العهود والمواثيق الدولية وبدون مزايدات ولايحتاج الامر الى توضيحات اصلا. ولايحتاج الى أخذ الإذن من أية جهة ، بل ان كوردستان سيجري الاستفتاء الذي كان من المفروض ان تجريه الحكومة الاتحادية فهذا الامر من مسؤوليتها أساسا لتنفيذ المادة ١٤٠ الدستورية ولكن تم تسويفها.كوردستان سوف يستفتي شعبه من كل المكونات، الكورد والعرب والتركمان والمسيحيين (السريان والكلدان والاشوريين ) والشبك والايزيديين والكاكائية وكل من يشعر بانتمائه الى كوردستان. اي بمعنى ان الاقليم يحترم رأيهم ويستفتيهم في اهم موضوع مصيري مرتبط بحاضرهم ومستقبلهم وهذه بداية جدا مهمة لدولة تتجه لإرساء أسس الديمقراطية في منطقة ملتهبة ومليئة بالمتناقضات والمشاكل. انا ادعو كل المكونات وبالذات المكون العربي والعشائر الأصيلة الى المشاركة الفعالة والحقيقية في الاستفتاء وممارسة هذا الحق الإنساني لأنني واثق تماما بأنهم سيكونون معززين ومكرمين في كوردستان اكثر من أية منطقة اخرى سيما وان كوردستان احتضن المناضلين منهم على امتداد المراحل السياسية كافراد وأحزاب. والكثيرين منهم سابقا وحاليا اعضاء في الأحزاب الكوردستانية وهنا أودّ ان أشير الى نقطة مهمة جدا وهي كيفية معالجة آثار احتلال داعش للموصل وتداعياتها وتورط البعض من أفراد العشائر فيها ووجود نازحين من القرى العربية في مناطق الاقليم ، فان هذا الامر في طريقه الى المعالجة الدقيقة وهنالك توجيه مباشر ورسمي من الرئيس البارزاني لتسهيل أمور عودتهم ولا اريد الخوض في التفاصيل.ان كوردستان ستكون دولة مدنية تعتمد المواطنة في تثبيت الحقوق والواجبات بدستورها لذلك سوف لن تكون فيها أية صراعات قومية او مذهبية وإنما حراك سياسي مدني يفتح الطريق للكل في الدخول والمشاركة السياسية.ان الاصوات النشاز الداعية الى اجهاض عملية الاستفتاء يجب عليها ان تنصاع لصوت الشعب الكوردستاني وارادته واصراره ، هذا الشعب الذي قدم التضحيات طوال عقود من الزمن فكل هذه المكتسبات لم تنجز اعتباطاً انما أتت بدماء وتضحيات كبيرة وهذا ما دعا اليه الخالد مصطفى البارزاني الذي أسس لبنات مشروع الاستقلال عبر نضاله الطويل.ان كوردستان الدولة المنتظرة ستكون انموذجاً حياً للدولة المتحضرة ومصدرا للاستقرار ومن الله التوفيق.