2020-05-16 18:52:38
وسائل استبداد وتضليل وطغيان
أكرر أعجابي بقدرة المبدعة والصديقة الدكتورة سهام الشجيري في اجترار المستحيل، والنبش في غياهب التدوين، فهي تبحث في مصاهر المفردات، وتقترب من المستحيل، في البحث عن الجديد، والتي من الصعب الخوض بها، أو مجاراتها، لكن الشجيري، وزميلها الباحث الجزائري، شادلي عبد الحق، وثقا بجرأتهما القضية الفرعونية، وإتخذ عبدالحق مسار التوثيق القرآني، فيما رسمت الشجيري وفق الخطاب الإلهي المرتبط بالخطاب الإعلامي ملامح رؤية التعامل مع فكرة النظرية الفرعونية في وسائل الإعلام، وفي تجميع كل ما يتعلق بفرعون وإستبداده، وتضليله للإنسان، وطغيانه على البشر، وإنعكاس هذه الأفكار على خطاب الإعلام تجاه الجمهور المتلقي. إستعان المؤلفان بالآية الكريمة، قال تعالى: "قال فرعون لقومه، ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" صدق الله العظيم (سورة غافر 29)، وفق بيان القصص القرآنية التي آلتهما التفسير، وأصبحت عنوانا للتوظيف في وسائل الإعلام، كـ "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ"(سورة يوسف الآية:111)، وأمر الله سبحانه وتعالى بتدبر القرآن وتفهمه فقال: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ (سورة محمد الآية: 24)، ففي تدبر معانيه فائدة عظيمة وجليلة، وذلك بمعرفة سبيل الحق والعمل به، وسبيل الباطل والسعي إلى اجتنابه، وقد إرتأى صاحبا هذا الكتاب الولوج بالبحث في أعماق أعظم قصة من قصص القرآن الكريم وأصدقها تجسيدا للظلم والطغيان، قصة فرعون الطاغية الذي أصبحت نظريته الإستبدادية مثلا يضرب في الإستبداد عبر التاريخ البشري، والأمتداد اللافت لهذه النظرية عبر الأماكن والأزمان بتجسيد شتى صور الظلم والتضليل والطغيان وإن كانت الوسائل تختلف بإختلاف العصور والبلدان، ومن أكثر من جسدها الإعلام الذي أصبح يمثل صورا من صور الفرعنة، ووجها بارزا من أوجه الإستبداد والتضليل والطغيان، لذلك سعى المؤلفان الى إستشفاف معاني النظرية الفرعونية في الإعلام، إذ إن كل ما تقوله وسائل الإعلام يتم التسليم به وكأنه حقيقة، وتفاعل وسائل التضليل والتجهيل، والإستهزاء والسخرية، والكذب والإفتراء، وخطاب المراء والمجادلة، في البرامج الحوارية والسّحر الإعلامي الكلامي، والمشهدي، والعنيف بوصفه منطق للسيطرة على الخطاب الإعلامي، بوسائل القهر، وسوق الافكار المستبدة، وسيادة الإعلام وسيطرة السلطة، والإغراق والخداع الإعلامي، وإنتهاك اللغة، وإتقان أساليب تزييف الوعي وتغييبه في الخطاب الإعلامي، والتهويل والتضخيم، والدعاية والإثارة، والإستكبار الإعلامي بين أبلسة الخصم وشيطنته، وبنية سيادة الصراخ، وحرب الكلمات والإستكبار تجاه المتلقي، فضلا عن حجب المعلومة عن الجمهور، وإثارة الدهشة، والإعتساف، وتزييف الوعي الجمعي، والإستعباد، وتوحش الصورة وطغيانها، والعنف، فضلا عن تجذر خطاب الكراهية والتحريض، والأدوار السلبية لمضامينه، ودوافع تطبيق النظرية الفرعونية في وسائل الإعلام، خاصة ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الألكترونية جميعها، إذ أن وسائل الإعلام وجدت لخطابها حفريات التواصل مثلما فعل فرعون بإستبداده وطغيانه وجبروته في التأثير بالناس، والمساس بحياتهم وفاعلية طغيانه بمقدراتهم ومصائرهم، لذلك تعد وسائل الإعلام من الأدوات الفاعلة والمهمة في الفضاء العام، فهي تقترب من الفعل الفرعوني، ولا تقوم فقط بنقل الرسائل والمعلومات من وسائل الإعلام إلى الجمهور، ولكنها تحول هذه المعلومات من خلال مجموعة متنوعة من العمليات الخاصة بصناعة الأخبار لتحقيق أهداف وغايات محددة، وإعتماد الجمهور عليها في تكوين إعتقاده وإتجاهاته ومواقفه المختلفة إزاء الأحداث والسياسات التي تقع داخل الواقع المحيط به، وما يترتب عليها من سلوكيات وردود أفعال إزاء هذه الأحداث، سواء أكانت حقيقة، أم مضللة، فما قاله فرعون: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾، يتجسد فيما تنقله لنا وسائل الإعلام، فالشعوب المشلولة عقلا وفكرا وفهما وقيما، ترى ما تصدره لها وسائل الإعلام وما ترشدها له، هي أمور تشهد بما طرأ من تشتيت على الحرفة الإعلامية، ومواسم تغافلها عن الإنسان، أينما يكون وكيفما يكون، وأمست الرسائل الإعلامية تتأرجح بين التركيز على نحر الحقيقة، أو التشفي بالرقاب المتدلية من سيوف الذباحين عبر رسائل فضائية محكمة التقنيات ومساهمين في ترويع المتلقي، وخلق الرعب والخوف في نفسه، وخلق الإحساس الجمعي بالخطر، ونطاق فضائي عرى فضيلة الخطاب الموجه لتحرير القيم النبيلة، وتحويلها الى قيم رذيلة لا تحترم الأنسان، بل تهديه رشادا ملوثا بدماء أبرياء، أو برؤوس معلقة في أطراف الشاشات تتسابق على تعليقها بين أهداب الطفولة، أو عنفوان الأبوة، أو صبر الأمومة، تلك رسائل إعلامية إستبدادية معجونة بطغيان الخطاب الملوث والمزيف، وتسعى بإستكبار وإستعباد وإعتساف لهزيمة الإنسان بداخلنا، الناس تصدق والحقيقة غائبة، هذه فكرة الشجيري وعبدالحق، تتحدث عن فرعون وسائل الإعلام وحريق الأوطان، والكتاب يضم عشرة فصول، إختص الفصل الأول بمبادئ النظرية الفرعونية التي تسلط الضوء على فرعون وملئه وأدواته في الإستبداد والإستعباد والإستكبار والطغيان والاعتساف وغيرها، وجاء الفصل الثاني ليتحدث عن الإستبداد في وسائل الإعلام متكئ على الأدوات الفرعونية، ومثله الفصل الثالث الذي ناقش الإستكبار في وسائل الإعلام، وفي الفصل الرابع للإعتساف في وسائل الإعلام، ثم في الفصل الخامس أدوات الإستعباد في وسائل الإعلام، والفصل السادس تطرق الى الطغيان في وسائل الإعلام، وفي الفصل السابع التضليل في وسائل الإعلام، وفي الفصل الثامن الصورة وفق صورولوجيا الإستبداد والطغيان، وفي الفصل التاسع الكراهية والعنف في وسائل الإعلام، وفي الفصل العاشر دوافع تطبيق النظرية الفرعونية في وسائل الإعلام، وحين قرأت هذه الفصول، وجدتني أشعر بالحزن والاسى، ولكن أبعد الله الاستبداد والطغيان عن العراق والعراقيين.
أكرر أعجابي بقدرة المبدعة والصديقة الدكتورة سهام الشجيري في اجترار المستحيل، والنبش في غياهب التدوين، فهي تبحث في مصاهر المفردات، وتقترب من المستحيل، في البحث عن الجديد، والتي من الصعب الخوض بها، أو مجاراتها، لكن الشجيري، وزميلها الباحث الجزائري، شادلي عبد الحق، وثقا بجرأتهما القضية الفرعونية، وإتخذ عبدالحق مسار التوثيق القرآني، فيما رسمت الشجيري وفق الخطاب الإلهي المرتبط بالخطاب الإعلامي ملامح رؤية التعامل مع فكرة النظرية الفرعونية في وسائل الإعلام، وفي تجميع كل ما يتعلق بفرعون وإستبداده، وتضليله للإنسان، وطغيانه على البشر، وإنعكاس هذه الأفكار على خطاب الإعلام تجاه الجمهور المتلقي. إستعان المؤلفان بالآية الكريمة، قال تعالى: "قال فرعون لقومه، ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" صدق الله العظيم (سورة غافر 29)، وفق بيان القصص القرآنية التي آلتهما التفسير، وأصبحت عنوانا للتوظيف في وسائل الإعلام، كـ "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ"(سورة يوسف الآية:111)، وأمر الله سبحانه وتعالى بتدبر القرآن وتفهمه فقال: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ (سورة محمد الآية: 24)، ففي تدبر معانيه فائدة عظيمة وجليلة، وذلك بمعرفة سبيل الحق والعمل به، وسبيل الباطل والسعي إلى اجتنابه، وقد إرتأى صاحبا هذا الكتاب الولوج بالبحث في أعماق أعظم قصة من قصص القرآن الكريم وأصدقها تجسيدا للظلم والطغيان، قصة فرعون الطاغية الذي أصبحت نظريته الإستبدادية مثلا يضرب في الإستبداد عبر التاريخ البشري، والأمتداد اللافت لهذه النظرية عبر الأماكن والأزمان بتجسيد شتى صور الظلم والتضليل والطغيان وإن كانت الوسائل تختلف بإختلاف العصور والبلدان، ومن أكثر من جسدها الإعلام الذي أصبح يمثل صورا من صور الفرعنة، ووجها بارزا من أوجه الإستبداد والتضليل والطغيان، لذلك سعى المؤلفان الى إستشفاف معاني النظرية الفرعونية في الإعلام، إذ إن كل ما تقوله وسائل الإعلام يتم التسليم به وكأنه حقيقة، وتفاعل وسائل التضليل والتجهيل، والإستهزاء والسخرية، والكذب والإفتراء، وخطاب المراء والمجادلة، في البرامج الحوارية والسّحر الإعلامي الكلامي، والمشهدي، والعنيف بوصفه منطق للسيطرة على الخطاب الإعلامي، بوسائل القهر، وسوق الافكار المستبدة، وسيادة الإعلام وسيطرة السلطة، والإغراق والخداع الإعلامي، وإنتهاك اللغة، وإتقان أساليب تزييف الوعي وتغييبه في الخطاب الإعلامي، والتهويل والتضخيم، والدعاية والإثارة، والإستكبار الإعلامي بين أبلسة الخصم وشيطنته، وبنية سيادة الصراخ، وحرب الكلمات والإستكبار تجاه المتلقي، فضلا عن حجب المعلومة عن الجمهور، وإثارة الدهشة، والإعتساف، وتزييف الوعي الجمعي، والإستعباد، وتوحش الصورة وطغيانها، والعنف، فضلا عن تجذر خطاب الكراهية والتحريض، والأدوار السلبية لمضامينه، ودوافع تطبيق النظرية الفرعونية في وسائل الإعلام، خاصة ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الألكترونية جميعها، إذ أن وسائل الإعلام وجدت لخطابها حفريات التواصل مثلما فعل فرعون بإستبداده وطغيانه وجبروته في التأثير بالناس، والمساس بحياتهم وفاعلية طغيانه بمقدراتهم ومصائرهم، لذلك تعد وسائل الإعلام من الأدوات الفاعلة والمهمة في الفضاء العام، فهي تقترب من الفعل الفرعوني، ولا تقوم فقط بنقل الرسائل والمعلومات من وسائل الإعلام إلى الجمهور، ولكنها تحول هذه المعلومات من خلال مجموعة متنوعة من العمليات الخاصة بصناعة الأخبار لتحقيق أهداف وغايات محددة، وإعتماد الجمهور عليها في تكوين إعتقاده وإتجاهاته ومواقفه المختلفة إزاء الأحداث والسياسات التي تقع داخل الواقع المحيط به، وما يترتب عليها من سلوكيات وردود أفعال إزاء هذه الأحداث، سواء أكانت حقيقة، أم مضللة، فما قاله فرعون: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾، يتجسد فيما تنقله لنا وسائل الإعلام، فالشعوب المشلولة عقلا وفكرا وفهما وقيما، ترى ما تصدره لها وسائل الإعلام وما ترشدها له، هي أمور تشهد بما طرأ من تشتيت على الحرفة الإعلامية، ومواسم تغافلها عن الإنسان، أينما يكون وكيفما يكون، وأمست الرسائل الإعلامية تتأرجح بين التركيز على نحر الحقيقة، أو التشفي بالرقاب المتدلية من سيوف الذباحين عبر رسائل فضائية محكمة التقنيات ومساهمين في ترويع المتلقي، وخلق الرعب والخوف في نفسه، وخلق الإحساس الجمعي بالخطر، ونطاق فضائي عرى فضيلة الخطاب الموجه لتحرير القيم النبيلة، وتحويلها الى قيم رذيلة لا تحترم الأنسان، بل تهديه رشادا ملوثا بدماء أبرياء، أو برؤوس معلقة في أطراف الشاشات تتسابق على تعليقها بين أهداب الطفولة، أو عنفوان الأبوة، أو صبر الأمومة، تلك رسائل إعلامية إستبدادية معجونة بطغيان الخطاب الملوث والمزيف، وتسعى بإستكبار وإستعباد وإعتساف لهزيمة الإنسان بداخلنا، الناس تصدق والحقيقة غائبة، هذه فكرة الشجيري وعبدالحق، تتحدث عن فرعون وسائل الإعلام وحريق الأوطان، والكتاب يضم عشرة فصول، إختص الفصل الأول بمبادئ النظرية الفرعونية التي تسلط الضوء على فرعون وملئه وأدواته في الإستبداد والإستعباد والإستكبار والطغيان والاعتساف وغيرها، وجاء الفصل الثاني ليتحدث عن الإستبداد في وسائل الإعلام متكئ على الأدوات الفرعونية، ومثله الفصل الثالث الذي ناقش الإستكبار في وسائل الإعلام، وفي الفصل الرابع للإعتساف في وسائل الإعلام، ثم في الفصل الخامس أدوات الإستعباد في وسائل الإعلام، والفصل السادس تطرق الى الطغيان في وسائل الإعلام، وفي الفصل السابع التضليل في وسائل الإعلام، وفي الفصل الثامن الصورة وفق صورولوجيا الإستبداد والطغيان، وفي الفصل التاسع الكراهية والعنف في وسائل الإعلام، وفي الفصل العاشر دوافع تطبيق النظرية الفرعونية في وسائل الإعلام، وحين قرأت هذه الفصول، وجدتني أشعر بالحزن والاسى، ولكن أبعد الله الاستبداد والطغيان عن العراق والعراقيين.