2017-02-17 15:59:00

خلال اربعة ايام تحدث معي الكثير من الصحفيين والمتابعين للشأن الايزيدي حول قصة تنفيذ طفليين كانا ايزديين، واجبرا على اعتناق الديانة الاسلامية على نهج داعش وتنفيذ عملية انتحارية في الموصل، تلمست مواقف عديدة، ومن خلال متابعتي للعديد من صفحات الفيسبووك او التقارير التي اعدت، تأكدت وكما قلت في اكثر من مناسبة ان الابادة مستمرة، والجهود والمحاولات لتشويه صورة الايزيدية من قبل تنظيم داعش كبيرة ومنظمة.

 

قيام طفليين ايزديين غدرا بهم تنظيم داعش، وتعرضوا كما مئات اخرين من اقرانهم لعمليات غسيل الدماغ، او التجييش العاطفي الديني والاحلام الموهومة بالجنة، او التهيئة ليكونوا مشاريع انتحارية هو نهج داعش منذ بدايات ظهوره، ولكن تأكيده على الاطفال الايزيدية في هذه المرحلة له معاني اخرى سنتوقف عند بعض المحطات منها تؤشر انه لاينفك عن التوقف على ابادة الايزيدية:

-         من خلال هذا الامر يريد تنظيم داعش التأكيد على نهجه في بذل كل الجهود لابادة الايزيدية، وافضل طريقة هي تهيئة اطفال الايزيدية ليكونوا مشاريع انتحارية، هو دليل على انه لايريد لهذا العرق ان يمتزج بين افراده بكل السبل الممكنة بل يقدمهم كأنتحاريون هو افضل سبيل للتعامل معهم.

-         قيام تنظيم داعش بعمليات غسل دماغ للاطفال الايزيدية الذين القي القبض عليهم وتم خطفهم في ظروف لاتوصف ونحن في القرن الواحد والعشرين وتدريبهم ليكونوا مشاريع انتحار هي دليل على ان تنظيم داعش قد اغضبه دفاع وصمود الايزيدية، لابل جعله اضحوكة امام العالم لذلك يبذل أي جهد ليظهر الصورة المعاكسة  اي تشويه صورة الايزيدية ايضا.

-         اعداد الاطفال الايزيدية ليكونوا مشاريع انتحارية من قبل تنظيم داعش هو تأكيد على استمرار داعش في نهجه لتشويه صورة الايزيدية بعدما كسب الايزيدية تعاطفا دوليا كبيرا واصبحت قضية الايزيدية المشروع الذي يهدد  القضاء على داعش عسكريا وفكريا وثقافيا في مراحل متقدمة ولاحقة مستمرة دوليا .

-         توجيه انظار الذين يواجهون افكار تنظيم داعش الى هذه العملية من ان التنظيم استطاع تجنيد اطفال من مكون ديني اخر فكيف الحال بالاطفال المسلمين الذين كانوا تحت سيطرته لمدة ثلاث سنوات، اي يريد القول ان هناك مشاريع انتحارية اخرى، لايستطيع أحد ان ينكر ذلك الامر وهو تحدي امام السلطات العراقية قبل غيرها في ايجاد صيغة او ألية للتعامل مع هذا الملف بجدية وحدية وليس تعميم .

-         العملية استعرضت الكثير  من الافكار والاراء التي هاجمت الايزيدية وحاولت ان تضعه في خانة المجتمع المتهم ، وهذا ما كان يعلنه الايزيدية منذ البداية رغم المناشدات المستمرة والكثيرة للايزيدية من ان تنظيم داعش يجند الاطفال الايزيدية ويدربهم لكي يكونوا مشاريع انتحارية ، كن لاسف لم تكن هناك اية خطط لأي من القوات التي تقاتل داعش لا في العراق و لافي سوريا لأحتواء والحد من استمرار هذا الموضوع.

-         التعليقات السلبية التي وصفت الانتحاريين من انهم أيزيدية كانت في بعض المواقع تحمل اتهام صريح وواضح للايزيدية وفي بعضها يريدون ان يقولوا – انظروا ها هم الايزيدية ايضا في صفوف داعش – فشتان بين الحالتين. لان الكثير من البسطاء سيصدفون ذلك ويعممونه مستقبلا في تهمة مجتمع هو الضحية الاكبر لظهور تنظيم داعش الى الان.

-         اخيرا وليس آخرا – هذا الموضوع يحتمل الكثير من المشاكل مستقبلا فليس  هناك رؤية واضحة لدى السلطة والقوى الامنية العراقية حول الطريقة التي تم فيها خطف الاطفال الايزيدية واخضاعهم لعمليات غسيل الدماغ وتهيئتهم ليكونوا مشاريع انتحارية، وهو ما يتطلب عدم معاملتهم كما عناصر داعش البالغين ، وايجاد الية قانونية للتعامل معهم وادخالهم في  مشاريع العلاج النفسي والتأهيل المجتمعي لكي يعودوا ايزديين انقياء اسوياء - مواطنين فقدوا الالاف من اقربائهم واصبحت الالاف من شقيقاتهم وامهاتهم سبايا وعبيد من قبل تنظيم داعش منذ الـ 3 من شهر آب اغسطس 2014  كما هو حال الطفلين الذين فقدا اكثر من 35 شخصا من ذويهم في قبضة التنظيم،  واصبحوا ضحية صراع عقيم نهاياته غير واضحة بغياب وجود خطط محكمة للتعامل مع الاثار التي نتجت من غزوة داعش على الايزيدية خاصة والمنطقة بشكل عام .