2019-09-12 19:11:42

قبل عدة أيام بعث لي أحد الإخوة الأعزاء وهو كاتب محترم رسالة على "الفيس" أخبرني فيها: إن هناك شخص.. كتب مقالاً يدعي أنه فيلي وأن الفيليين ليسوا كوردا إلى آخر الرسالة التي سأنشرها في هذا التوضيح كاملة وأرد عليها فقرة بعد أخرى. حقيقة في البدء لم أرد أن أكتب توضيحاً عن ما قاله صاحب هذا الاسم المزور - بالمناسبة لديه موقع باسم كتابات في الميزان- لكن فيما بعد فكرت قليلاً، أن الشخص الجليل الذي أقدره كثيراً هذه أول مرة يبعث لي رسالة ويخبرني عن ما نشر هذا المخلوق.. لذا قررت أن أكتب توضيحاً عن كل شطحاته التي سطرها دون روية وتفكير في منشوره.. .

أولاً وقبل كل شيء، يجب أن يعرف صاحب المنشور، أن مصداقية الكاتب تأتي من خلال اسمه الصريح وليس المستعار، ومن ثم من خلال صورته الشخصية، التي يضعها في أعلى مقاله حتى يعرف القارئ لمن يقرأ؟. إذا اختار اسماً مزوراً، مستعاراً، بلا أدنى شك يعتبر استهتار وعم احترام للقراء الأفاضل، فعليه تعد كتاباته كلها مزورة وغير ذات مصداقية، لأن كاتبها يختبئ خلف اسم مستعار، فلذا لا يهتم ولا يتأثر بأي شيء إذا رد عليه أحد الكتاب ووضعه في المكان الذي يستحقه؟ لأن القارئ الكريم، لا يعرف من هو هذا المزيف المخالف لنسخته الأصلية اسماً وشكلا. ثم، إذا هو فيلي كما يزعم ويذود عن هذه (القومية) كما يسميها، يا ترى لماذا لم يختار اسمه أو لقبه من صميم (لغة) هذه (القومية) المزعومة؟؟ لماذا اسمه ولقبه عربي؟؟. 

دعونا الآن نناقش ما قاله المدعو "طيب" في مقاله. يزعم: فيليون ولسنا غير ذلك!. 

توضيحي: لا يا هذا، أنهم غير ذلك، لأن تقريباً في كل كتب التاريخ قديماً وحديثا حين ذكروا اسم هذه الشريحة سبقها اسم الكورد هكذا "الكورد الفيلية" وهي الشريحة الوحيدة بين عموم شرائح الأمة الكوردية تُعرف بهذا الاسم المزدوج. مثلاً السوراني يقال له سوراني، وهكذا البهديناني والهورامي والإيزيدي والشبك والصارلي وبجوران الخ إلا الكوردي الفيلي يجب أن يسبق اسمه اسم شعبه إلا وهو الكورد. أدعوه أن يذهب ويبحث في بواطن كتب التاريخ العربي والفارسي والأوربي حتى يرى بأم عينه اسم الكورد الفيلية. بالمناسبة، قبل عدة أعوام أخبرني المحلل السياسي (علي فيلي) أن هناك شخص ما اسمه ماجد الخزعلي حاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ القديم ألقى محاضرة في الجمعية المندائية في "هولندا" زعم فيها أن الفيليين ليسوا كوردا فأنا بدوري كقومي كوردي رديت عليه بمقال بحلقتين تحت عنوان: الفيليون.. كورد أصلاء لا هم أنباط ولا هم آراميون. لكن صاحبنا الخزعلي كالنعامة وضع رأسه تحت التراب لم يرد بكلمة واحدة كأن الأمر لا يعنيه؟!.

يزعم طيب: الفيلييون قومية منفصلة عن القوميات الأخرى، لكنها قومية إيجابية معطاءة، أعطت القوميات الأخرى التي تعايشت معها، بنفس القدر الذي أخذت منها، فتشابكت على الآخرين الصور، وأدعى كثيرون إنتساب الفيليين لهم لأسباب شتى، مرة لأنهم قوم معطائين إيجابيين، يشكلون إضافة نوعية لمن يدعي إنتسابهم له، ومرة لأنهم ذوي بأس وقوة شديدين، ويشكلون حمىً يتقى به في الملمات، ومرة لوفائهم المفرط، وإخلاصهم المنقطع النظير ومصداقيتهم المبدأية، فيصبحون مصدر عز لمن يأخذهم الى جرفه، ومرات لأسباب مجتمعية وسياسية، يكاثر بهم من يرد أخذهم الى صفه غيره.

ردنا على الجزئية أعلاه: هنا نتساءل، هل أن (القومية الفيلية) ذكرت في بواطن كتب التاريخ كقومية أم كشريحة من شرائح الشعب الكوردي؟ أن هي قومية قائمة بذاتها يا حبذا يذكر لنا المدعو طيب نموذج واحد في التاريخ أشار إليها كقومية أو كشعب بمعزل عن الأمة الكوردية؟ ربما، هناك بعض الذين بعثتهم أجهزة مخابرات الدول الاستعمارية لغاية في أنفسهم تماماً كما جعلت المخابرات البريطانية من الآثوريين النساطرة امتداد للآشوريين القدامى الذين انتهوا من الوجود نهائياً عام 612 ق.م. . ثم، أن للقوميات أوطان مذكورة عبر التاريخ بأسماء معروفة ككوردستان، ولبنان، ومصر، وسوريا الخ هل يوجد وطن للفيلي يسمى فيليستان مثلا؟ أم على مر التاريخ الشريحة الفيلية بشراً وأرضاً جزء لا يتجزأ من الشعب الكوردي وكوردستان؟. أدعوه أن يلقي نظرة على خارطة كوردستان قديماً وحديثا لكي يرى بأم عينه كيف أن الفيلية كبقية شرائح الأمة الكوردية أرضاً وبشراً عضو لا ينفصل عن جسد الأمة الكوردية ووطنها كوردستان الذي يمتد من البحر إلى البحر. يزعم طيب أن القومية الفيلية قومية معطاءة والمعطاء يعني كثير العطاء فياض يمنح بكثرة الخ، لماذا إذاً قومية بهذه القدرة ليس لديها لغة كتابة؟ لماذا ليس لديها أبجدية تكتب بها؟ لماذا لا يوجد كتاب واحد مؤلف (بلغتها الفيلية)؟. يظهر أن القومية المعطاءة الموجودة في جعبة طيب قومية أمية أو قومية خرساء لا تجيد الكلام!. ثم لا حظ عزيزي القارئ، كيف أن "طيب العراقي" يكشف عن ذاته.. بشكل غير مباشر بكلام ساذج حين يزعم: أعطت القوميات الأخرى التي تعايشت معها، بنفس القدر الذي أخذت منها. انتبه، أنه يتكلم عن (القومية الفيلية) كأنها قومية بلا وطن تعيش في كنف القوميات الأخرى؟؟. نكرر للطيب: أين وطن (قوميتك الفيلية) وما اسمه؟؟. وبعدها يزعم: يشكلون إضافة نوعية لمن يدعي إنتسابهم له. لم يدعي أبناء جلدتهم أن الشريحة الكورد الفيلية منهم بل الكورد الفيلية هم يقولون بأعلى أصواتهم جزء لا يتجزأ من الأمة الكوردية. 

في لوثة أخرى يزعم طيب: الحقيقة الساطعة هي أن الفيليين أمة قائمة بحد ذاتها، فهم لهم لغتهم الخاصة بهم، وباتفاق الباحثين تعتبر الفيلية لغة مستقلة تماماً، واللغة الفيليه مازالت حية وتمارس كالمعتاد بين الأهالي في مناطق شرق دجلة في العراق الحالي، وهنالك تشابهاً وتداخلات كثيرة، بين الفيلية ولغة (گرميان)، بحيث يصح القول تقريباً، بوجود لغة فيلية مشتركة بلكنات مختلفة، لكنها مفهومة من سكان هذه المناطق. 

ردنا على ما سطر طيب أعلاه: يا عزيزي هذه الادعاءات.. تحتاج إلى دلائل وبراهين ملموسة، هل توجد في يدك وثيقة تاريخية تزعم هذا؟ إلا تعرف لا تاريخ من دون وثيقة. المشكلة في الجزئية أعلاه، أنه حول الكورد الفيلية من شريحة إلى أمة!! عزيزي، قديماً كان يقال أن الناس على دين ملوكهم. أرجو أن تقرأ الآتي جيداً حتى لا تقع بمثل هذه المطبات التي تكسر الرقب. يقول البروفيسور (ب. ليرخ) في كتابه "دراسات حول الأكراد وأسلافهم الخالديين الشماليين" في حاشية ص (70): يفسر راوليسون أصل التسمية فيلي على النحو الآتي: أزاح الشاه عباس الكبير أتابك اللور الصغير شاه ويردي خان من الحكم وسلم إلى حسين خان من سلالة فيلي مقاليد الحكم في هذا الإقليم مع منحه لقب الوالي، ولهذا فأن معظم عشائر اللور الصغير تحمل اسم فيلي وخاصة تلك التي تعيش في بشتكو. لكن في مؤلفات الدولة الإيرانية لا تجد اسم الفيلية إلا وتسبقها سابقة اللور "لور فيلي". لقد جاءت في "دائرة المعارف الإيرانية" المعروفة بـ" لغت نامەی دهخدا" ج 13 ص 19664 في مادة لورستان: إن سكنة بشتكو تتكون من لُر فيلي وكُرد لكى الخ. وفي الصفحة التالية أي ص 19665 تقول دائرة المعارف: لُر فيلي طائفة من لُر لُرستان. أي اللُر الساكنون في ناحية الفيلي في أطراف خرم آباد. وقبل الفقرة أعلاه، جاء في ج 13 ص 19658 في المصدر المذكور في مادة لُر: لر (لُ) یا لور نام عشیرتی است بزرگ از عشایر کُرد= لُر أو لور اسم عشيرة كبيرة من عشائر الكُرد. أرجو أن يسمح لي القارئ العزيزي قليلاً كي أشرح الفرق بين كتابة مُر بالضمة واللور بالواو، في الحقيقة كما تعرف غالبية القراء أن اللغة الكوردية ليست كالعربية لا توجد فيها الضمة والكسرة والفتحة الخ أنها تكتب الحرف الصحيح فلذا الضمة العربية في اللغة الكوردي تكتب بحرف الواو "و" فعليه لا فرق بين كتابة لُر بالضمة أو كتابة لور بالواو وهكذا كتابة كُرد وكورد. 

 يزعم طيب: باتفاق الباحثين تعتبر الفيلية لغة مستقلة. هنا نسأل، من يقرر نوع اللغة وإلى أية عرق تنتمي، الباحث؟ أم علماء اللغة وفق دراسة علمية تخضع للفحص والتدقيق في الكليات والمختبرات العلمية التي في الجامعات والمعاهد؟.ثم لاحظ عزيزي القارئ محاولة اللعب بالكلمات وبعقول البسطاء يعرف الكاتب أن لهجة گرميان هي ذات اللهجة الفيلية التي يسميها تارة بالقومية وتارة بالأمة فلذا يزعم: هناك تشابها وتدخلات كثيرة، بين الفيلية ولغة (گرمیان). ومن ثم يحاول بطريقة خبيثة أن يفصل حتى الگرميانيين من الأمة الكوردية!! أي أهل مدن وقرى كركوك وكفري وچمچمال وخانقين ومندلي وورازرو وجلولاء الخ مع أن لهجة هذه المناطق هي ذات اللهجة التي يزعم طيب أنها قومية فيلية. لأنه يعرف أن هذه المدن وفق المادة 140 ستعود عاجلاً إلى حضن الوطن الأم كوردستان، فلذا يحاول مستميتاً أن يزرع بذرة خبيثة بين أهلها. ثم في نهاية الجزئية يزعم: بحيث يصح القول تقريباً، بوجود لغة فيلية مشتركة بلكنات مختلفة، لكنها مفهومة من سكان هذه المناطق. يا للعجب، هل توجد لغة لا توجد لكنات وفوارق بين لهجاتها؟ هل أن لهجة العمارة ولهجة البصرة هي ذات اللهجة أم هناك فوارق ولكنات بينهما؟ هل أن لهجة بغداد هي ذات لهجة حلة التي تقع بجانبه؟. يظهر أن الكاتب المدعو طيب مثلما لم يحترم اسمه الصريح لا يحترم قلمه أيضاً. في نهاية هذه الجزئية دعني أضع أمامك وأمام القارئ اللبيب ما قاله بعض أبناء شريحة الكورد الفيلية نفسها. الأول الدكتور (زهير عبد الملك) أكاديمي علماني أستاذ جامعي كان خبيراً في منظمة الأغذية والزراعة الدولية (فاو) لديه عدة مؤلفات منها كتاب بعنوان: من الأدب الكردي الفيلي الفولكلوري. لم يفصل هذا العالم شريحته الفيلية من أمتها الكوردية. هناك شخص آخر غير علماني بل إسلامي شيعي وهو أيضاً كوردي فيلي اسمه (زكي جعفر الفيلي) ألف كتاباً بعنوان: تاريخ الكرد والفيلييون وآفاق المستقبل. الشخص الكوردي الفيلي الثالث هو الآخر أكاديمي اسمه (سعد بشير إسكندر الفيلي) حاصل على شهادة الدكتوراه كان مديراً عاماً للمكتبة الوطنية في بغداد اختارته منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة سفيراً لها في العراق. وهو يفتخر بأنه كوردي فيلي. وهذا شخص آخر أكاديمي ممن يسمون بالكورد الفيلية وهو قائد شيوعي سابق كان سكرتيراً للحزب الشيوعي العراقي (القيادة المركزية) وكاتب أيضاً له عدة مؤلفات اسمه "عزيز الحاج" يقول في كتابه الذي بعنوان:القضية الكوردية في العراق التاريخ والآفاق ص 40: وأذكر ذهابي إلى - ملا مصطفى البارزاني- وهو في أوتيل بالاس ببغداد، ومعي مهدي حميد، وعضو المكتب السياسي جورج تلو.. ثم استضفته على دعوة عشاء حافلة في حديقة دارنا بكرادة مريم باسم الأكراد الفيلية.. . هو الآخر يقر ويعترف بأن الفيلية كورد من خلال اسمهم الذي دونه في كتابه ونحن وضعناه أمامك وأمام القراء الكرام. هذا هو الشيخ محمد سعيد النعماني رئيس المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين. كما هو معروف للقاصي والداني أن رجل الدين الإسلامي لا يحبذ الأسماء القومية، لكن بما أن تسمية الفيلية بدون أن يسبقها اسم الكورد تكون ناقصة لذا لم يستطع الشيخ أن يتجاوزه فعليه سمى حركته باسمه الصحيح السليم "الكورد الفيلية". هذا أيضاً المؤرخ الكبير المحامي (عباس العزاوي) يقول في كتابه الشهير "تاريخ العراق بين احتلالين" ج1 ص 200: منح الصفويون حكم لورستان للطائفة الكوردية الفيلية. كي لا أطيل أكتفي بهذا القدر في هذه الجزئية. 

يستمر طيب في غيه قائلاً: الدراسات التشريحية المقارنة للبشر، تثبت أن الفيلين يمتلكون خصائص مورفولوجية متفردة خاصة بهم (المورفولوجيا هو علم الأحياء الذي يجمع؛ التشريح، علم الأنسجة، علم الخلايا، وعلم الأجنة )، وتستطيع أن تعرف الفيلي بمجرد أن تنظر اليه بسبب تلك الخصائص.. يمكن أن يكون الفيليين أقرب الى اللر من غيرهم، لكنهم ليسوا لراً بما يكاد أن يكون مؤكدا، لكنهما متشابهين بقدر كبير مورفولوجيا وسكانيا، بحكم شراكة الأرض والبيئة، وربما اللر من الفيليين وليس العكس. الفيلييون ليسوا كوردا قطعا، لأسباب مورفولوجية واضحة، لعل أوضحها إختلاف تقاطيع جمجمة الفيلي عن الكوردي إختلافا بينا، فجمجمة الكورد مسطحة من الخلف والأنف كبير معقوف قليلا، الجبهة عريضة والوجه يكاد يكون مستطيلا، فيما الفيلي يتمتع بجمجمة مكورة من الخلف، بجبهة محدبة وأنف مستدق فوق الشفاه الرفيعة، ووجه بملامح مختلفة عن وجه الكوردي كثيرا، ويمكن أن نبسط الأمر الى أن الفيليين إخوان بالرضاعة للكورد، الذين هم بالأساس ليسوا شعبا نقيا ايضا، ولذلك تجد إختلافات بينة بين السورانيين والبادينانيين الكورد.

توضيحنا عن ما سطره طيب أعلاه: يا حبذا تنشر لنا واحدة من هذه الدراسات الخاصة بالكورد الفيلية. انتبه، لا نقبل بكلام مقاهي. دعني أسألك سؤالاً استفهامياً  هل أن الفرس اليوم على هيئة جسدية واحدة؟ وكذلك العرب، والأتراك الخ أم هذه تقسيمات للجنس البشري قديمة أكل الدهر عليها وشرب؟ ثم، ليس كل الكورد رؤوسهم مسطحة فقط عدة من بين السورانيين رؤوسهم مسطحة لأنهم عند الولادة لا يضعون الطفل على الجانبين يضعوه فقط على الظهر فلذا يكون رأسه من الخلف مسطحا. إن الانتماء للأمم يا طيب يكون بتقبل الفرد ثقافة ولغة تلك الأمة سلماً أم عنوة. ألم يقل النبي محمد: ليست العربية باب لأحد منكم أو أم، وإنما هي اللسان، فمن تكلم العربية فهو عربي.هنا يقصد النبي محمد من لا يجيد غير العربية فهو إذاً عربي. لكن الكورد لهم لغتهم العريقة وأنها أمة قائمة بذاتها لقد قبلت دخول الإسلام كدين لكنها لم ولن تقبل العروبة لسبب بسيط لأنها أمة أعرق من العرب ولها جذور تاريخية تمتد إلى آلاف السنين قبل ظهور العرب على مسرح التاريخ، فلذا كما أسلفت قبلت أن تدخل الإسلام بحد السيف لكنها لم تقبل أن تصبح عرباً أو تركاً أو فرساً حتى بحد السيف أو بغيره. الأستاذ يتخبط كالأعمى في الطرقات تارة يزعم أن الفيلي قريب من اللُر وتارة يزعم أنهما متشابهين بقدر كبير وتارة يزعم غير متأكد: ربما اللُر من الفيليين وليس العكس!! لكن حين يصل إلى الكورد يجزم دون تردد أن الفيليين ليسوا كوردا قطعا. هل يعلم الكاتب أن عاصمة مدينة اللُر الكبير اسمها "شهر كورد" أي مدينة الأكراد، لو كان هؤلاء اللُر ليسوا كوردا سموا مدينتهم شهر لُر وليس شهر كورد؟. هل تعرف أن هناك مدن وقرى لورية اسمها كوردستان، وكوردوان، وكورد شيخ الخ. وفي بغداد هناك حي باسم عقد الأكراد سكنتها كلهم من الكورد الفيلية ألم يسأل نفسه السيد طيب لماذا لم يسموه عقد الفيلية؟؟. يزعم طيب: يمكن أن يكون الفيليين أقرب الى اللُر من غيرهم، لكنهم ليسوا لراً. يظهر أن طيب وجد العرب يطلقوا خطأً على عموم الكورد الشيعة اسم الفيلي وهذا المسكين تصور أن الفيليية هم هؤلاء الشيعة الكورد!. يا هذا هؤلاء ليسوا من الكورد الفيلية هؤلاء كورد فقط أن الكوردي الفيلي الحقيقي هو ذلك الذي يتكلم اللهجة اللُرية المقيم في لُرستان الصغرى التي عاصمتها مدينة "خُرم آباد"، أن محافظتي إيلام وكرمنشاه وتوابعهما ليسوا فيلية، وتحديداً إيلام بعض عشائرها سميت بالفيلي بسبب أن الوالي الذي أقام في إيلام كان من سلالة الفيلي في لورستان؟. يجب أن يعلم طيب وغيره هذا جيدا. لاحظ عزيزي القارئ، بدأ هذا العاق يشكك بنقاء الأمة الكوردية، أليس زعمه بأن الفيليين إخوان الكورد بالرضاعة يجرح مشاعر الكوردي الفيلي أيضاً لأنه ترضع بحليب غير نقي كما يزعم طيب. يا..؟ ألم تجد أن السعودي واليمني وهما ينتميان لشعب واحد اسمه العرب بينما زيهم مختلف لغتهم مختلفة هيئتهم الجسمية مختلفة الخ كما سبق وقلت أنهما عرب وهذه الاختلافات لم تؤثر على انتمائهم القومي. لنعود إلى العراق، حيث أن هناك أبناء عرب من عشيرة واحدة يسكنوا في محافظتين متجاورتين كحلة والأنبار تجد أن ابن عشيرة شَمر الذي يقيم في حلة أو كربلاء يختلف زيه ولهجته وسحنة وجهه عن الشمر الذي في الأنبار. وهكذا السوراني والبهديناني لكن حين تسألهما من أية أمة أنتما الاثنان يقولا نحن من الأمة الكوردية، من أي وطن أنتما يردا عليك بكبرياء أنهما من كوردستان، هذا هو الفرق بين من ينكر أصله.. ويرتمي بأحضان المحتل ومن يعتز به ويفدي حياته من أجله، لا يهم أن وقع تحت تأثير البيئة والمناخ وظروف قاهرة أقوى منه غير شيئاً من سماته الشخصية.    

يغرد السيد طيب قائلاً: إدعاء إنتساب الفيليين الى الكورد، بالحقيقة كان لأسباب مجتمعية وسياسية واقتصاديه وثقافيه وسكانيه معلومة، فالكورد إرادوا أن تقوى شوكتهم عددا، إزاء ظلم الحكومات المتعاقبة في المنطقة عليهم، فإدعوا إنتساب الفيليين والأيزيديين والشبك والكاكائيين والآثوريين المسيحين بل وحتى التركمان لهم، بغية أن يتحولوا الى كثرة عددية وجغرافية، تستطيع إنتزاع حقوق الكورد بها، وتحقق حلم مملكة كوردستان الكبرى، وهناك إستقواء متبادل بين الأطراف التي ذكرنا ذاتها وبين الكورد..لكن هذا لا يعني أن تذوب تلك الأقوام بالقومية الكوردية المحترمة. 

ردنا على ما يدعي السيد طيب أعلاه: المشكلة عند بعض الكتاب يدخلوا في أماكن يجهلوا كل شيء عنها، كصاحبنا سيد طيب. ذات يوم قال أحدهم أن الفيليين ليسوا كوردا. رد عليه الرئيس (مسعود البارزاني) بحكمته المعهودة، قال: اذهبوا واسألوهم إلى من تنتمون أنتم. لم يدعي أحد انتساب الفيليين إلى الكورد، الفيلي هو من يفتخر بانتمائه أرضاً وبشراً للأمة الكوردية العريقة. يستمر طيب الذي ليس فيه شيء طيب سوى هذا الاسم المستعار، ويزعم كما سطر أعلاه لأسباب عدة ادعى الكورد بانتساب الفيلية لهم لكنه لم يشرح للقارئ كل سبب من هذه الأسباب التي سطرها بمفرده. بالإضافة للفيلين يتهم الكورد بأنهم يدعون أن الإيزيديين كورد حقيقة لا أعلم هل أن الإيزيديين من غير الكورد؟! حقاً أنك إنسان غير.. اكذب وشوه لكن ليس بهذا الثخن. الإيزيدي يا هذا لديه كتابان دينيان اسمهما "جلوة، ومصحف رەش = المصحف الإسود" كتبتا باللغة الكوردي، ويؤدي الإيزيدي صلاته وجميع طقوسه وفرائضه بجلالة اللغة الكوردية، وكل أغانيه وأشعاره الحماسية والعاطفية الخ باللغة الكوردية، والأغنية الكوردية الشهيرة عند عموم الكورد: وڵاتی مە کوردستانە جە و مەسکنی مە کوردانه  وڵات بۆ مە روح و جانە کورد هەموو برانە= وطننا كوردستان وهو مكاننا وموطن سكنانا،،، الوطن يمثل لنا الروح والحياة والكورد جميعهم إخوة. أتعرف من كتب أبيات هذه الأغنية الشهيرة الشاعر (مجيد سليمان) وهو كوردي إيزيدي. استمع إلى المطرب الإيزيدي (حسن شريف) الذي يفتخر بكورديته في أغنيته الشهيرة "بيتا لالش" سأترجم لك بيت منها كيف أنهم حافظوا على الدين الكوردي القويم وجلالة اللغة الكوردية: زۆر ستەمە و ساڵ وزەمان،،، دەرباس بوو هەفتا و دوو فەرمان،،، کەس نەکاری مە وەندا کە،،، مە پارستن ئولو زمان= لقد ُظلمنا عبر الأعوام والعصور،،، وتعرضنا لـ72 فتوى القتل،،، لكن رغم هذا لم يستطع أحد من إبادتنا،،، نحن الذين حافظنا على الدين واللغة. أتلاحظ الشاعر الكوردي الإيزيدي يقول بفخر واعتزاز أنهم حافظوا على الدين الكوردي القويم وعلى اللغة الكوردية. ثم يتهكم طيب بالكوردي إذا قال الكوردي أن الكاكائي كوردي! يا هذا الكاكائي كما سائر الذين أشرت لهم أنت أعلاه كلهم بعظمة لسانهم يقولون نحن كورد ليست لديهم لغة أخرى الكاكائي كتابه المسمى "سَرَنجام" وصلاته وأداء فرائضه كله إما مكتوبة باللغة الكوردية أو تؤدى بالنطق الكوردي.اقرأ هذا النص الشعري من أحد أئمة الكاكائية التي تسمى عنهم "باوه" أنه يفتخر بكوردستانيته يقول: خوڵامان دیشان وە موعجیزاتش ... بەرگ خود رەنگی بوی وەخەڵاتش ... تەمام کوردستان دا وە بەراتش = لقد رأى المريدون معجزات باوه يادگار الخارقة  لذا أن الباري تعالى قلده وشاح القدرة و منحه أرض كل كوردستان. يا هذا لسنا نحن الكورد نقول أن الآثوريين النساطرة كورد أن المؤرخين والرحالة قبل أكثر من 1000 سنة قالوا أنهم كورد. هذا هو المؤرخ العربي الشهير (أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي الكوفي) المتوفى سنة 346 للهجرة ذكر اليعاقبة الكرد أو النصارى الكرد، وقال أن هؤلاء الكورد المسيحيين، اليعقاقبة و الجورقان وأن ديارهم تقع مما يلي الموصل وجبل جودي يسمون بالأكراد بعضهم مسيحيون من النساطرة واليعاقبة - للعلم أن النساطرة يسمون الآن آثوريين واليعاقبة يسمون بالسريان- و بعضهم الآخر من المسلمين. وذكر المؤرخ واللغوي البريطاني (وليم مارسدن) (1754- 1836) في كتابه (رحلات ماركو بولو) ص (37) عن الرحالة الإيطالي الشهير (ماركو بولو) (1254- 1324م) الكورد المسيحيين، قال عنهم ماركو:"إن هناك شعباً كردياً مسيحياً يسكن في جبال الموصل". عن غالبية تركمان الكوردية في كركوك فقط انظر إلى لقب رئيس الجبهة التركمانية أرشد الصالحي ثم اسأل عن العشيرة الكوردي ساليي (صالحي) في كركوك. فكر قليلا هل يصح أن تركمانياً قادماً من آسيا الوسطى يتخذ لنفسه لقباً باسم عربي، صالحي؟؟ انظر إلى زميل صالحي وهو حسن توران لقبه تركماني لأن توران في آسيا الوسطى لذا التركماني إذا تقول له يا طوراني يغضب لأنك بشكل غير مباشر تقول له أنك غريب ودخيل على هذه الأرض. أنا أدعوك أنت يا طيب انظر إلى من يسمى تركماني لاحظ هل أن سحنته يشبه سحنة أبناء جلدته في وطنهم الأم في تركمنستان؟ هل أن  الزي الذي يرتديه يشبه زي أولئك؟ أم أنه زي كوردي گرمياني؟ الخ. يتهم طيب الكورد بأنهم يسعون لتحقيق حلم مملكة كوردستان الكبرى. أنا ومن هنا أتحداك ومعك كل من يوافق في اجترارك إذا تأتي بدليل واحد شفهي أم تحريري قال أحد الكورد أو الأحزاب الكوردية في خطاباتها وفي أدبياتها شيئاً عن "كوردستان الكبرى" يا هذا كوردستان وحدة واحدة لا تحتاج إلى كبرى وصغرى كوردستان هي كوردستان تاريخياً تبدأ من البحر إلى البحر. الكورد ليسوا كالعرب لا يوجد عندهم وطن العربي الكبير والعالم العربي الخ بينما في حقيقتها لا وجود تاريخياً للعالم العربي ولا للوطن العربي كما تتشدق بها وسائل الإعلام العربية.  

يقول طيب: مع التفهم للأسباب السياسية والمجتمعية الضاغطة، خصوصا في القرن العشرين، فإن الفيليين ليسوا عربا قطعا ولا يمكن أن يكونوا، ومن لبس العقال العربي منهم على رأسه، إرتكب ظلما بحق نفسه وقوميته، لأنه طمس بفعلته تلك، نسبا عريقا وأذابه بعروبة هو ليس منها، ولا يمكن أن يتوقع أن يعامله العرب كعربي مهما طال الزمان، وسيشار اليه دائما بأنه فيلي أو كوردي، مع جل إحترامنا للعروبة كوعاء للإسلام الذي يجمع كل قوميات المنطقة.  

توضيحنا عن ماء جاء أعلاه: شيء جيد ينفي الكاتب تهمة الانتماء العربي عن الكورد الفيلية. في ذات الجزئية أعلاه يعترف أن الفيلي يشار إليه بأنه كوردي. لا أقول أكثر من هذا في هذه الفقرة لأنها لا تحتاج أكثر  مما قلت.

نسي ماذا قال قبل قليل وإذا به مرة أخرى يزعم:الأمة الفيلية هي الهوية الحقيقية للفليليين، شاء من يشاء وأبى من يأبى، ولسنا بحاجة الى إثبات ذلك، وعلى من يدعي خلاف ذلك تقديم الإثباتات، وستكون تلك "الأثباتات"، مجرد فرضيات تحتاج هي الأخرى الى "أدلة" علمية داعمة، وستكون إدعاءات فارغة من محتوى تماما. 

ردنا عليه: كيف لا تحتاج إلى إثبات؟ أنت تفصل شريحة من أمة وتمنحها صفة مزورة هنا أنت مطالب أن تثبت حقيقة هذه الصفة - الأمة- منذ متى وجدت على الأرض، وتسرد لنا تاريخها الشامل، واسم وطن هذه الأمة مثلاً هل كان يسمى في التاريخ" فيليستان"، أو شيء من هذا القبيل،ثم الأديان التي كانت عند هذه الأمة قبل الإسلام، أبجدية هذه الأمة بأية أبجدية دونت وتدون، عناوين عدة مؤلفات لهذه الأمة، الدول التي أسستها هذه الأمة عبر تاريخها، تذكر لنا علاقاتها عبر التاريخ مع الشعوب الجارة لها، وهل ذكرتهم تلك الشعوب في كتاباتها كأمة قائمة بذاتها؟ أم كشريحة كوردية؟ الخ.   

يزعم طيب: إذا تفهم الفيليون أنهم أمة أصيلة، وأن ذلك يشكل أساسا غير قابل للتصرف، يكونوا قد وضعوا أقدامهم بثبات على طريق إنتزاع حقوقهم من غاصبيها، لأن غياب مفهوم الأمة ومحاولة إذابتها، كان هو بالضبط ما عملت عليه الحكومات المتعاقبة، وهو الذي شكل بداية المظلومية الفيلية التأريخية.

توضيحي على ما سطر الكاتب أعلاه: المشكلة لدى طيب أنه لم ولن يجد بين هؤلاء المشار لهم من يقول أنه ينتمي للأمة الفيلية. عزيزي أن انتزاع حقوقهم  يكون من خلال انتزاع أبناء شعبهم الكوردي كافة حقوقه القومية من محتليه. أية شريحة إذا تنعزل عن أمته تكون لقمة سائغة للشعوب المحيطة بها.

في آخر جزئية يزعم الكاتب طيب: طريق إنتزاع الحقوق يبدأ من هنا، وعلى الفيليين وإنطلاقا من مفهوم "الأمة"، أن يبادروا بحراك واسع مستمر وقوي، وبمختلف السبل للضغط من أجل حقوقهم العادلة. ما نعنيه بمختلف السبل، هي الخيارات المفتوحة، بما فيها الخيارات الجماهيرية الكبرى المفتوحة النهايات، لإجبار السلطات والقوى السياسية العراقية على إحترام الهوية الفيلية، والرضوخ والتسليم بحقوقها، وفي التفاصيل لدينا ما لا تتوقعه السلطات والقوى السياسية من وسائل، ولكننا واثقون من جدواها وإن كان بعضها مؤلما، وليفهموهما كيفما يشاؤون، لكننا عازمون على إنتزاع حقوقنا من بين عيون غاصبيها، بقوة الحق ومشروعية أدواته.!

ردنا على الجزئية الأخيرة أعلاه: لم يحدد طيب ما هي حقوقهم. لكن بما أنه سماهم "أمة" يعني قيام دولة فيلية يا ترى على أية أرض؟ أيضاً لم يسميها. وماذا سيكون اسم هذه الدولة؟ بلا شك وبدون تهكم سيكون الاسم فيليستان. أية لغة ستستخدم الدولة المزعومة وأية أبجدية لم يحددها طيب. قبل أن ننسى كيف تكون علاقة فيليستان مع دولة إسرائيل ستفتح فيها سفارة أم مثل البلدان اليعربية تسبها في العلن وتركع لها قياداتها على ركبها في السر. لا، يظهر أن طيب جاد في دعواه سيعلن كفاح مسلح في شارع الكفاح وأبودودو وعقد الأكراد لنيل حقوق الكورد الفيلية وفي مقدمتها إعادة ممتلكاتهم المغتصبة من قبل العرب في عهد المجرم صدام حسين وعدم وضع إشارة في جناسيهم وهوياتهم الشخصية في ظل الحكم الشيعي يكشف أنهم كانوا مهجرون إلى إيران؟. الطامة الكبرى، يزعم أن لديه خيارات لا تتوقعه السلطات يظهر أنه ناوي على بلاوي زرقة. يا هذا، احترم نفسك ولا تسطر كلام أكبر من حجمك بمليارات المرات، انظر إلى الأمة الكوردية نفوسها تتعدى 40 مليون نسمة صار لها أكثر من قرن لم تترك وسيلة نضال وكفاح إلا واستخدمها وأعطى فيها ضحايا بمئات الآلاف بدءاً من كفاح مسلح ومسيرات احتجاج ومعارضة السلطات الخ الخ الخ مع كل هذا النضال المرير إلى الآن لا يسمعها أحد من أصحاب القرار ولا يهتموا بمطالبها وبعدالة قضيتها، الآن أنت بمفردك أو بالأكثر معك صديقك أو شقيقك.. تريد أن تبني دولة تجعل من ساحة النهضة عاصمة لها. صدقني شرطي واحد غير مسلح يسقط جمهوريتك الكارتونية خلال دقائق. اصمت لا يسمعك أحد وتبقى فضيحة بجلاجل. يجب أن تعلم أنت ومن على هواك لا يكون أميناً وحنيناً على الكورد الفيلية سوى حضن شعبهم الكوردي.

"الغباء مثله مثل الشر إذا نظرت إلى نتائجهما" (مارغريت آتوود)