العام 2014 وكان الحديث في وقتها يجري عن فيروس كورونا ومتلازمة الشرق الأوسط، وإصابة العديد من المواطنين، وأخذ العالم يتحدث عن كورونا الذي تزامن مع مرض إنفلونزا الطيور، وإيبولا، وإنفلونزا الخنازير، وبمرور الوقت تناسى العالم ذلك لإنشغاله بأنواع من الأمراض والحروب والخلافات والتنافس التجاري والسياسي والإقتصادي والكوارث الطبيعية والتقلبات في المجتمعات الإنسانية التي تأخذ أشكالا عدة وكانت المملكة العربية السعودية صارمة في التعامل مع كورونا وقد نجحت في القضاء عليه.
يظهر كورونا المستجد في الصين، ويغزو العالم مثل بضائعها الرخيصة، وغير المكلفة، فالمرض يتنقل عبر وسائل الإعلام كما في البضائع، وعن طريق المسافرين والمختلطين، ويتوجه مباشرة الى إيران التي تصبح مصدر تهديد بكورونا لدول الخليج والعراق، ويتم الإعلان عن إصابات جديدة في مدن إيرانية، ومن ثم في بلدان الخليج الأخرى لزوار من دول موبوءة كالصين وإيران وكوريا الجنوبية وتايلند وإيطاليا، ويتسارع المرض ليشغل العالم، ويضطر الرئيس دونالد ترامب ليلقي خطابا للعالم مساء الأربعاء، بينما يوقف العالم نشاطاته، وتمنع إيطاليا الجماهير من دخول الملاعب، وتواجه السلطات الفرنسية الإنتقاد لسماحها بدخول مشجعي يوفونتوس الى أراضيها لتشجيع فريق الشمال الإيطالي ضد ليون المحلي بسبب زيادة عدد المصابين في المدن الإيطالية، ويهدد كورونا كلاسيكو الأرض بين البرشا والريال، ويتم حجر المرضى في المستشفيات، وفي فندق في جزيرة الكناري، وفي السفن السياحية على شواطيء اليابان.
خلال السنوات التي تلت التغيير في العام 2003 كانت المشاكل السياسية تشغل الناس، والفاعلين السياسيين عن قضايا المرض والتعليم، بينما يصاب الناس بمرض الطائفية، ويهربون من التنظيمات الدينية المتطرفة، وتحتويهم معسكرات النزوح، والدول القريبة والبعيدة، ويتظاهر الشبان بحثا عن التغيير، وتكون المنطقة الخضراء هدفا محتملا في كل مناسبة إحتجاج، وتعلن السلطات عن تغيير في النهج، وإمكانية النجاح في حلحلة المشاكل، وتوفير فرص العمل للعاطلين، وتحسين الواقع الإقتصادي والنهوض به، ثم لايحدث الكثير مما ينتظره الناس، ويبقى الوضع على ماهو عليه بإنتظار تظاهرة أخرى، وإحتجاجات لاتكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد، فيتم غلق الطرق والجسور والمدارس، ويعاني الناس من سوء الأوضاع، وتفاقم الأزمات.
تتوفر لدينا اليوم فرصة لتشكيل حكومة يمكن أن تكون جزءا من محاولات الحل، وليس التأزيم، مع إن سياسيين وقوى فاعلة عبروا عن رغبتهم في صناعة الأزمات من جديدة، ومناكفة رئيس الحكومة بحثا عن مناصب ومنافع مالية، وهي حكومة تقع عليها مسؤولية جسيمة في إجراء الإنتخابات التي يشترط المتظاهرون أن تكون من الأولويات لتغيير الطبقة السياسية الفاسدة، لكن الحكومة الجديدة ستكون في مواجهة مالم يكن متوقعا، وهو فيروس كورونا الذي يستدعي إجراءات حكومية، وتشكيل خلية أزمة لوقف تمدده بعد إنتشاره في دول عدة من العالم، ومنها المجاورة للعراق كالكويت وإيران.
إذن هي حكومة كورونا المستجدة، والمختلفة عن الحكومات السابقة جميعها لأنها تتحدى المرض والفساد.