ماذا حدث في إقليم كوردستان، ليعلن الرئيس مسعود بارزاني، الذي يمتلك في الساحة السياسية الكوردستانية وفي حكومة برلمان كوردستان عوامل كثيرة للتوازن والرد، ليعلن في رسالة مقتضبة موجهة الى الرأي العام الكوردستاني وبكلمات نظيفة ونقية تحمل فكراً إنسانياً تجديد التمسك بمواقفه الثابتة المتعلقة بحماية المكونات القومية والدينية الكوردستانية وخصوصياتهم التاريخية.
تؤدي الى
من يقرأ الرسالة يعلم إنها تدل على أن موجهها رجل المرحلة القادر على تحمل المهمات الوطنية، ويتخذ من القيم والمبادىء الإنسانية نظاماً لعمله القيادي والسياسي والوطني وينبذ الإقصاء والتهميش. وتشير الى صراحته المعهودة ومواقفه المبدئية الصارمة ووعوده الجازمة وعزمه على ترتيب البيت الكوردستاني، ورفضه لإقحام الكوردستانيين في نزاعات شخصية متضخمة ومطامع حزبية غير واقعية، وخلافات مبنية على الأوهام. كما تنبه الذين يخزنون السهام في ترساناتهم بهدف اللجوء إليها في الوقت المناسب وفي لحظات محاولة إثارة الفوضى الممنهجة وفرض النفس بعيدا عن مبادىء وروحية التوافق والعمل السياسي المشترك الذي تشكلت على أساسه رئاسة البرلمان وحكومة الإقليم ومنحت لهما الثقة والسلطة، كما تفيق المنفعلين الذين التبست عندهم مفاهيم حقوق الإنسان والقيم الوطنية والإنسانية، وإختلط لديهم العام بالخاص، وتجاهلوا النيران الملتهبة والمرتفعة في اطراف الاقليم الاربعة، والازمات الناتجة جراء قطع ميزانية الاقليم من قبل الحكومة الاتحادية، والتأثيرات الاقتصادية والخدمية لوباء كورونا، وإنخفاض أسعار النفط، وتوقف معظم المشاريع الاستثمارية والعمرانية والحالة النفسية السائدة بين الناس بشكل عام، وتزايد نشاطات داعش الإرهابي في المناطق الكوردستانية التي تقع خارج إدارة حكومة الإقليم. وعموم الذين وجدوا في التهجم على المكونات القومية والدينية في كوردستان، شهادة تبرئة لحراك منظم جديد قديم، وأيدوا اللغة التخوينية الفجة والأساليب الفضفاضة والفبركات التي أطلقت وكتبت بسماجة، وباركوا سريعاً كل ما أطلق من تهم ونقد لاذع للعملية السياسية التي هم شركاء فعليون فيها. وجافوا كل الحقائق في سبيل إستعار المزايدات والتوترات والتخبطات المسكونة بالحساسية والمناوشات الإعلامية، وإنطلاق التوجهات المتلهفة لزرع الإرباك ومضاعفة الحيرة في الفضاء السياسي، وبيع العواطف وتثوير الروح الفوضوية وسلب التوازن العقلي دون التفكير في النتائج أو في الظروف الحالية التي تستدعي التكاتف والتريث وإستحضار الحكمة وحسن النيات والتأمل في أبعاد تأثير التهجم، بنعوت غليظة ومدافع صوتية على المكونات الكوردستانية القومية والدينية، وعلى الاستقرار المجتمعي الكوردستاني، وتوقع ضرراً شديداً بسمعة الشعب الكوردي وقيمه الإجتماعية والسياسية، وثرواته الثقافية والتزامه بحقوق الإنسان، وتضعف مكانة الكوردستانيين، بعد أن أظهر لهم العالم إحترامًا وإعجابًا هائلين، وتخفت نجم ديمقراطيتهم وتمزق نسيجهم الإجتماعي وتشكّل تهديداً للقيم والقوانين التي تربط بينهم منذ قرون.
الرسالة، تدعو بشكل غير مباشر من أداروا هذه اللعبة والضجة البعيدة عن المنطق الكوردستاني المُتوارث، الذي يؤكد أن قضية حقوق المكونات عند الرئيس بارزاني غير قابلة لأي جدل أو تصرف، الى ضرورة العودة الى الرشد والرصانة والموضوعية والدقة في التعامل مع التطلعات والمصالح العامة والإنسجام مع الواقع ومع منظور ما يفرضه العصر. وتقول لهم أن الكوردستانيين لايستفيدون من الإحتقان والاضافات الغامضة والسريعة والغريبة وغير المناسبة التي جاءت في هذا الوقت الذي يستلزم تواجد الرصانة والإطمئنان وحسن النيات. وأن الكودرستانيين لا يريدون أن يخسروا ولو جزءاً بسيطاً من محتوى الأماني والمبتغيات التي ينشدونها. وتقول لهم بصريح العبارة:
لاتعتقدوا أن بإمكانكم أن تلعبوا أدوراً أكبر من أحجامكم، ولا تظنوا أن كل مشكلة، مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حتى لو لم تمت للحقيقة والمعايير الأخلاقية بصلة وتضرب الأخلاق والتاريخ عرض الحائط، تكسبكم ما تحلمون به. وإعلموا أن أبناء المكونات الدينية والقومية الكوردستانية يستحقون الإحترام والتقدير والحصول على المواقع المضيئة والمتوهجة.