حكم التيار الإسلامي وماتفرع عنه من قوى وتنظيمات البلاد، وكأن طرفا الحكم والمعارضة سواء أكان الإسلاميون، أو القوى غير الدينية التي مانعتهم، وإحتجت عليهم نزلا من رحم المنظومة التي نتجت وكبرت بعد العام 2003 وإن كان لبعضها وجود قبل ذلك التاريخ، لكن هذه القوى هي التي حكمت، ولم تسمح لغيرها بتصدر المشهد، وصار من النادر ان ينبري تيار جديد قوامه فكر محلي ووجوده شبابي خالص توهج بعد 2003 لاصلة له بالقوى الدينية ولاالمدنية ولايرتضيها ليكون ضمن معادلة التغيير.
يبدو إن البعض من المثقفين صارت لديه رغبة مختلفة، ونضج الى درجة التمرد، وإعلان الذات مهاجما الإسلاميين والمدنيين على السواء، وطارحا رؤية جديدة لكنه من المؤكد انه سيكون ضمن دائرة التهديد والقمع. فالظروف الراهنة خاصة، ولاضمانات فيها لبناء منظومة سياسية جديدة في ظل صراع دولي وإقليمي يحتم بقاء القوى التقليدية الموزعة بولاءاتها. إذ ليس ممكنا أن يكون هولاء الشبان ( تربية الداخل) ضمن دائرة التأثير الخارجي، بل هم متهمون مع كل نازلة بالوقوف وراء عمليات تخريب البلاد، وإنهم ممولون من الخارج.
في أدبيات التيار الثالث ( اللاإسلامي اللامدني) فإن الإتهامات التي وجهت لأعضائه إنهم إرهابيون ومندسون هي إتهامات باطلة، فهو تيار وطني مستقل خرج من رحم معاناة الشعب، وجاءت تسميته (بالثالث) لوجود (التيار الإسلامي) الذي حكم العراق منذ 2003 والآخر ( المدني) المتخبط في ذاته، وليس لديه قيادة فعلية.
وهم ويؤكدون أنهم لا ينتمون لأي تنظيم إسلامي، أو مدني، أو لجهة ما داخلية كانت، أم خارجية . وليس لديهم دعم مادي كما يدعي البعض، ودعمهم متمثل بإشتراكات شهرية من قبل الأعضاء، وإنبثق هذا التجمع من الشباب الواعي في الشارع العراقي.
يدعو التيار الثالث الى الوحدة ورفض تقسيم البلاد، ونبذ التفرقة العنصرية، وإزدراء الآخر، والتمييز، والتدخل الأجنبي بالشأن العراقي وتوفير الخدمات للمواطنين وفرص