إيماناً منا بعدالة قضيتنا و مشروعيتها و أحقيتها و شعوراً بالمسؤلية تجاه أرض كوردستاننا الحبيبة ومياهها وسماءها، إكراماً لدماء قوافل الشهداء في عرض البلاد و طوله، و تقديراً لنضال عقود من الزمان للبيشمركة الأبطال الذين لم يكن يعرفون الخوف والإرهاق، كل همهم حرية وطنهم و كرامة شعبهم وحباً لكل فرد من شعبنا الذي قدر له الصراخ و المآسي والآهات والفراق والاعتداء ووو ....وإعتزازاً بإرادته الحديدية وصلابة صموده و تمسكه بمبادئه وقيمه وتقاليده وخدمته في بناء الحضارات والانسانية وإحتراماً لكل قائد ورئيس وزعيم خرج من رحم أبناء شعبه ليقودهم الى بر الامان والعيش السعيد .
مهمة الاقلام أن تكون صريحة و واقعية، لأنها تتحرك أنطلاقاً من حبهم لشعبهم والشعور بمعاناة ما يكتب عنه، وأنهم يمثلون حلقة الوصل بين الشعب والقيادة (الحكومة ـ البرلمان ...) ، لذا فالوضوح والمصداقية والاستمرارية سمات عملهم وصفات يعتزون بها، وكثيراً ما كانوا أسباباً في تشريع القوانين وإصدار القرارات التي تصب في صالح الجميع ، فإن كانت الصراحة من شيمتنا، علينا في هذه المرة أن نكون أكثر صراحة و نؤدي دورنا على أتم وجه و أحسنه دون خجل او لوم، لكي لا نتحسر و نندم و نتجاوز و نخترق تلك الجدران الوهمية والأسلاك الشائكة و نصل بالواقع والحقيقة الى القيادة لتكون على دراية وعلم عن طريق قلمي هذه المرة و المرات السابقة بأن الوضع العام للشعب ليس على ما يرام بل، إنه يعانى من نقص مالي و دخل مرحلة حرجة وصعبة للغاية جعل رب الاسرة سواء كان موظفاً او كاسباً يقف حائراً متشاءماً بين مطرقة أفراد عائلتة وضرورة تأمين مستلزمات عيشهم وسندان الركود المالي والاقتصادي بسبب عدم استلام الراتب و قلة الوارد اليومي، أيا كانت الأسباب، فإن الوضع لا يتحمل اكثر، فالشعب يطالب بحقه من الحكومة بأساليب مختلفة ومتعددة، فإذا كان مهمة الحركة التحررية الكوردية فى العقود الماضية بناء إنسان ذا عزيمة و إرادة، قادر على ان يطالب بحقوقه وكان الجميع سواسية في المعيشة والحياة، فإن الوضع الحالي قد تغير، وتكمن مهمة الحكومة بتأمين العيش والامان والصحة للشعب، ناهيك عن الفارق الطبقي الحاصل في المجتمع يدفع بالعامة منهم بضرورة ايجاد الحلول له، فإن التأخير ليس في صالح القضية وأن الجوع يدفع بصاحبه ان يضحي باغلى ما لديه هو نفسه من اجل اشباعها وإشبع أفراد أسرته، كما وأن ضربات الجائع غالبا ما تكون مؤلمة وقاتلة، وامام الوضع المالي المتردي يضعف ارتباط الانسان حتى بوطنه طبقا لما قيل بان الفقر في الوطن غربة و الغنى في الغربة وطن ولا تبقى المقدسات كل همه الحصول على لقمة العيش ..
لنقول بصراحة وبعيدا عن المزايدات السياسة والمصالح الذاتية الضيقة، بان عامة الشعب بدأ بالنقد ويتذمر من الواقع الحالي المزري الذي يخجل فيه الرجل من زوجته وأولاده خاصةً اصحاب الدخل المحدود و ان حياة غالبية الشعب الكوردستاني ليس كما يصوره البعض بأنه جنات النعيم .
كتب كثيراً ويكتب بأستمرار و قد لا أكون الوحيد ولكنه الضمير الحي والحب الحقيقي، اتمنى ان نجد آذاناً صاغية وعقول نيرة، وأن تبدأ بالتأكيد الى ما ذهبنا اليه و طرحناه على الملأ، رغم صراحتنا و مصداقية قلمنا ، فكم من مقالة قصيرة بحروفها وكلماتها، ولكنها غنية بمعانيها ومغزاها قد غيرت مجرى التاريخ وأرست دعائم العدالة والحرية في المجتمعات .
قلمي و كلماتي و حروفي نابعة من قلب مليئٍ بالحب للوطن والشعب وصريحة نقية صافية كصفاء ماء العين حلوة و ان كانت مرة للبعض .