مع انتشار كوفد -19، انتشر خوفنا من لمس الأسطح. هناك الآن بعض المشاهد المألوفة في الأماكن العامة في جميع أنحاء العالم حيث يحاول الأشخاص فتح الأبواب بأكواعهم، ويتجنبوا الإمساك بمقابض الابواب، ويمسحوا بالمطهرات مكاتبهم وكراسيهم.
في المناطق الأكثر تضررا من الفيروس التاجي الجديد، تم إرسال فرق من العمال يرتدون الملابس الواقية لرش المطهرات في الساحات والحدائق والشوارع العامة. وتمت زيادة وسائل التنظيف في المكاتب والمستشفيات والمحلات التجارية والمطاعم. في بعض المدن، يغامر المتطوعون بالخروج ليلاً لمسح لوحات المفاتيح لأجهزة الصراف الآلي. وفي العراق تواصل فرق التطهير، رش المعقمات والمطهرات في الشوارع والمدارس والمساجد في محاولة للحد من تفشي الفيروس.
ومثل العديد من فيروسات الجهاز التنفسي، بما في ذلك الأنفلونزا، يمكن أن ينتشر كوفد -19 في قطرات صغيرة تخرج من أنف وفم شخص مصاب. يمكن أن ينتج السعال الواحد ما يصل إلى 3000 قطرة. ويمكن أن تهبط هذه الجسيمات على اجسام أشخاص آخرين، وعلى مأكولات وملابس وأسطح من حولهم، لكن بعض الفيروسات العارية يمكن أن تبقى في الهواء. وهناك أيضًا بعض الأدلة على أن الفيروس يبقى لفترة أطول في براز المريض، لذلك يمكن لأي شخص لا يغسل يديه جيدًا بعد زيارة المرحاض أن يلوث أي شيء يلمسه.
احدى الأمور المهمة هي إلى متى يمكن أن يستمر الفيروس التاجي الجديد حياً على الأسطح؟
الجواب هو أننا لا نعرف بالضبط. لكن بحث نشر في الأصل في قاعدة بيانات في 11 مارس، ومن ثم نشر كنسخة منقحة في 17 مارس، في مجلة علمية رصينة من قبل علماء في جامعة برينستون وجامعة كاليفورنيا، أكد على:
أن الفيروس يمكن أن يبقى في الهواء لمدة تصل إلى 3 ساعات،
وعلى النحاس لمدة تصل إلى 4 ساعات،
وعلى الورق المقوى لمدة 24 ساعة،
وعلى البلاستيك والفولاذ حتى 72 ساعة.
وخلصت الدراسة إلى أنه إذا كان هذا الفيروس التاجي الجديد يشبه الفيروسات التاجية البشرية الأخرى، أي مثل "أبناء عمومته" الذين يتسببون في الإصابة بمرض السارس والميرز، فأنه يتمكن من البقاء حياً على الأسطح - مثل المعادن أو الزجاج أو البلاستيك - لمدة تسعة أيام (وبالمقارنة فأن فيروسات الإنفلونزا لا يمكنها من البقاء حية على الأسطح لأكثر من 48 ساعة فقط). وجد المؤلفون أيضًا أن هذه الفيروسات التاجية يمكن أن تقتل بفعالية بواسطة المطهرات المنزلية.
على سبيل المثال، يمكن للمطهرات التي تحتوي على 62-71 ٪ من الكحول، او 0.5 ٪ بيروكسيد الهيدروجين أو 0.1 ٪ هايبوكلوريد الصوديوم (المبيض) من القضاء على الفيروسات التاجية "بكفاءة" في غضون دقيقة، وفقًا للدراسة. وكتب الباحثون في إشارة إلى الفيروس التاجي الجديد "نتوقع تأثيرًا مشابهًا ضده مثل تأثيرها على فيروس السارس". ولكن على الرغم من أن الفيروس التاجي الجديد يمثل سلالة مماثلة للفيروس سارس، فإنه ليس من الواضح ما إذا كان سيتصرف بنفس الطريقة.
من الظاهر ان محاليل التبييض المنزلية المخففة، والمحاليل التي تحتوي على 70٪ من الكحول، ومعظم المطهرات المنزلية الشائعة لابد ان تكون فعالة في تطهير الأسطح ضد الفيروس التاجي، وفقًا لتوصيات السلطات الصحية العالمية. على سبيل المثال يذكر مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي في مجموعة من التوصيات أنه يمكن تحضير محلول التبييض (هايبوكلوريد الصوديوم) عن طريق خلط 4 ملاعق صغيرة من المبيض لكل لتر من الماء.
أخيرا، لابد من عدم الاستهانة من قدرة الفيروس على البقاء لفترة طويلة، لذا نؤكد على أهمية تعليمات منظمة الصحة العالمية في التعامل مع فيروس الكورونا المستجد للوقاية من العدوى به، وهو تجنب المناطق المزدحمة وإن أمكن، البقاء على بعد مترين على الأقل عن الآخرين، وتنظيف وتطهير الاسطح الصلبة والاشياء التي يتعامل معها الانسان على مدار اليوم.