2018-08-31 06:05:00
علي حسين فيلي/ لا يؤمن الكورد لا بالاستسلام ولا بالحرب، وقد جربوا خلال السنوات الماضية الكثير من السلام والقليل من الحرب. فلو كانوا راغبين بالتوترات لما تركوا ابواب الحوار مشرعة ولما ارادوا ان يصبحوا شركاء في الحكم في عراق فيدرالي. وهذا يعني بان الكورد قد اختاروا طريقهم.
مصدر معظم مشكلات العراق ليس متأتية من التدخل الخارجي فحسب؛ بل تستمد جذورها من ثقافة وتاريخ هذا البلد الذي يتم تقديم قراءة خاطئة عنه. في كوردستان ليس هناك حديث عن الحرب. فالجميع يحاورون المقابل بلغة عصرية والجميع مبدعون في تفسير معنى الامن للجميع.
وبما ان كوردستان تعد المكان الوحيد من جانب السياحة ومكانا للعيش والاستراحة واحتضان جميع العراقيين. فاليوم من الناحية السياسية تسعى جميع الاطراف للحصول على رضا الكورد لحسم مصير الحكومة المقبلة لانه في عراق مليء بالصراعات؛ في كوردستان وحدها تدور احاديث عن تشكيل الحكومة والسلم.
منذ امد بعيد، لم يبق للسياسيين العراقيين تلك الامكانية ليعدوا الكورد اعداء ومتهمين دائميين بخلق الازمات. فقد اتضح الان ان منجزات الوسط والجنوب هي الفقر وانعدام الامكانية والظلم وهذا هو الوجه الحقيقي لتلك المناطق التي تحكمها حكومة بغداد والذين هاجموا كوردستان وقطعوا قوت الناس وفرضوا الحصار ارادوا ان يصيبوها ما اصاب تلك المناطق.
واضح كم ان الكورد مستعدون ان يجربوا دورة اخرى من المباحثات والحكم المشترك، ولكن غير مستعدين ان يتوجهوا الى منبع الازمات من اجل لا شيء.  
في برنامجنا تخفيف الازمات وفي برنامج بغداد خلق الازمات، ونحن سعداء بتوفر فرصة ان يقوم الذين يدور في خيالهم ادارة دفة الحكم ان يستمعوا لمطالب واراء ومقترحات الاقليم.
فالكوردستانيون حسموا امرهم بانهم يريدون حكومة تقدم الخدمات لجميع العراقيين وهذا ما لم يحصل لحد الان، اذ تبين ان جميع ما يعانيه ابناء هذا البلد في المناطق التي تديرها حكومة المركز ليست لها نهاية والناس يعيشون في اوضاع بائسة ومتردية. 
ان تجربة اهمال المشكلات اثبتت انها ستكرر في العراق في قادم الايام! لهذا يجب الا ندخل في عملية تشكيل الحكومة المقبلة بمعايير بغداد بل بمعايير كوردستان التي تصر على ضمان جميع الحقوق ومصالح القوميات والمكونات.