تصرفت الدولة العراقية منذ 1955 حيث بدأ مجلس الاعمار بناء سدي دربندخان ودوكان على منهج غايته عدم الاعتماد على النفط كوسيلة وحيدة لمالية الدولة فلم تترك له الفرصة الى ان دخلت معركة ( ام المهالك ) ومنها عرفنا اننا مراقبون حتى على نوعية السكائر التي ندخنها وعن الكبريت ( الشخاطة ) التي نستعملها فلقد شاهدت بنفسي مندوبي الشركات الاجنبية وهم ينظرون في سلة قمامة الموظفين لتسجيل اي نوع من ( الشخاط ) نستعمل فمندوبي الشركات كانوا من قطاع جمع المعلومات الامنية عن العراق منذ 1970 ثم صار التأميم وسميت كركوك بالتأميم ( الخطيئة القاتلة ) التي يسرت للخارج اقتحام نصف المجتمع العراقي ليكون ضد المركز ثم جاءت مرحلة استرجاع مراكز عبر مناقصات بيع امتيازات النفط التي سميت ( جولات التراخيص ) فصارت لبعضها حفر البئر عن كل متر اجور تعادل 25% من النفط المستخرج فصرنا مجبرين على الانتاج حسب مزاجات تلك الشركات ولم تترك لنا فرصة اعادة حفارات شركة الحفر العراقية التي تجزأت من شركة النفط الوطنية التي بقيت مرتبطة بالوزارة المركزية بأسم شركة الاستكشافات فلم تفعل شيئآ سوى جمع الوثائق عن عمليات الشركات القديمة والجديدة ودخلت الدول العظمى امريكا بريطانيا فرنسا روسيا والصين بل حتى ماليزيا وتركيا وايطاليا في مراحل متقطعة كانت الاطراف السياسية العراقية تتباهى على انها اوجدت بأبتكار طريقة توزيع المناطق النفط من زاخو ولحد الكويت وحين بدأ العمل صارت للشركة المقاولة حقوقآ وهي من تقرر زيادة الانتاج وتقابل ( اوبك ) الى ان شلت الادارة ليس هذا وحسب بل تضغط للحصول على حصتها المقررة دون الاخذ بنظر الاعتبار حالة السوق كالذي نراه الان فلو اخطأت احد الدول المنتجة لاقرار زيادة الانتاج في وقت يفترض ان تنقص الانتاج البترولي فأية عبقرية يمكن ان تقود ( اوبك ) في وقت يجد القادة بعضهم يقلدون الاخرين لاعن فهم وانما عن فهم سطحي للامور ببساطة لو سألنا مجموعة ( طلبة مبتدئين )هل يجوز ان تزيد الانتاج في وقت تأزمت الاسواق بسبب زلزال انفجار قنبلة نووية اوفيضان تسانومي ولو انها محدودة المكان لحد الان جغرافيآ فهل يجوز ان نزيد الانتاج فألذي اقدمت عليها السعودية وروسيا في اغراق السوق بالبترول كمن يكسر انبوبآ في ارض صحراوية فالذي ينجم عنه ليست خسارة المنتوج وانما خسارة حتى الارض كون المنتوج يقتل طاقة الارض للاستزراع .
لقد اصبح خبراء النفط مجاميع من مطرودي الدكتاتوريات القديمة هم اصلا دخول تنافس الخبرة بقتل الخبراء الاصليين فقط ظلوا طفيلين يصطادون في الماء العكر وهم ليسوا بخبراء لذلك نرى ان المناضلين لم ينجحوا الا بالشعر والادب لان الجمهور يفهم الموضوع ومثلا اوضح ففي المزارع الموسمين نجحت ولم تنجح في تربية السمك في الاقفاص فكانت كارثة وزراعة الشلب مصيبة قديمة ادخلوها الهنود في جنوب العراق واليونان في وسط العراق فسبخت الارض وضاع المنتوج برأسماله نحن في العراق ثلاث مدارس للانتاج البترولي الانكليزية الامريكية الفرنسية لابل حتى الايطالية والصينية والروسية صارت عند هذه الايام كارثة ولربما تكون البداية كي لاتتكرر .