2018-08-18 17:34:00

الديمقراطية صناعة بشرية لكن الرب كتب على مخلوقاته المقاومة المستمرة للمصاعب وإجتراح البطولات لصناعة الحياة، وبخلاف ذلك يمكن للإنسان ان يموت جوعا، وان يهان، ويضرب، ويسحق، وتسلب منه ممتلكاته.

 

 الله يريد للناس أن ينتزعوا حقوقهم حين يحجبها عنهم آخرون. نداءات الله طيبة، لكن البشر يذهبون بإتجاه آخر. هم يتقاتلون. ينهبون الممتلكات.يحتلون الدول. يغتصبون النساء .يحرقون.يدمرون.يقررون سياسات.ينشرون مجاعات وأوبئة وأمراضا. بعضهم يتصرف تبعا لقراءات دينية خاطئة.ومنهم من يستخدم القوة القاهرة لإبادة النوع البشري لمجرد التنازع بسبب الولاء القومي، أو الطائفي، أو بسبب نزاع على الأراضي الزراعية والمراعي، والمياه، والحدود والأموال.

 

البشر وحوش عاقلة لكن ليس بمعنى الهدوء والسكينة والرحمة. هم وحوش على بعضهم قتلا ونهبا وحرقا وتشريدا، وماشئت من سلوك شائن مخالف لتعاليم السماء وللطبع الإنساني المتزن.فالسيطرة وحب المال، والرغبة في النفوذ والهيمنة، وجني المكاسب، وقهر الآخر بسبب الدين، او العرق، او لون البشرة هي عوامل تحرك الناس ليجترحوا المزيد من الأخطاء.

 

خلق الله الحيوانات ومنها الإنسان، ومنحه ميزات تفتقدها بقية تلك الحيوانات، لكنه (تحيون) بطريقة بشعة، وفاق كل الوحوش والكواسر ببطشه وعنفوانه وجشعه.الحيوانات تحركها الغريزة.بينما يتحرك حيواننا مستخدما العقل ليفكر ويدبر ويقرر ويفعل مايريد متعاليا على غيره.

 

ومثل الاأسد في الغابة حيث القوة والنفوذ والهيمنة توجد الدولة الأولى القاهرة.وعبر التاريخ كانت هناك دول وإمبراطوريات تتحكم بمصير البشر، وتفرض نمطا حياتيا يتناسب وثقافتها، ولولا الدولة القاهرة لسيطرت الدول الأقل شأنا وقوة من الدولة الأولى المتحكمة على الدول الصغيرة والشعوب والقوميات والمذاهب الضعيفة وسحقتها ووظفتها لصالحها.

الدولة الأولى في العالم ضرورة لوقف الفوضى.