علي حسين فيلي/ ان استمرار الاحتجاجات وغليان الشارع العراقي في الوسط والجنوب حاليا مؤشر على ان الناس نادمون على اختيارهم السياسي! ولكن هل هذا هو الخطأ الوحيد الذي يحسب عليهم؟ كلنا نتعرض للخطأ، حتى وان حرفت الاسباب الداخلية او الخارجية الاحتجاجات عن هدفها، فان المتسبب بهذه الاوضاع هو اخطاء الحكومة، ومن اجل المرحلة المقبلة، عندما تتوجه الحكومة الى الناس بالحديث عليها ان تتحدث ببساطة، ينبغي لها ان تقول بوضوح لما لا يتوفر الامن والعمل ولماذا تدخر الحقوق الحالية للناس الى مستقبل مجهول.
في كل مدينة وقصبة من هذا البلد هناك العشرات من المقرات السياسية المذهبية والاجتماعية والمدنية ولكن من دون ان تسهم في نشر شيء من السعادة فيها. مثلا في مجلس النواب هناك اغلبية شيعية مهيمنة على المقاعد ولكن لم يستطيعوا انهاء اقل اشكال المعاناة التي يكابدها ناخبوهم.
ومن الواضح ان الاجندات السياسية ومحركي القرارات وحركة الاحزاب في تلك المناطق تستمد طاقتها من نفوذ المذهب ولكن لم يتم حل اية مشكلة يعاني منها الموالون لهذا المذهب.
وكوارث اليوم ليست جديدة ولكن فسر كل شخص وجهة نظره عن الوضع وفقا لما تمليه عليه سجيته ورغبته ومصالحه، وليس وفقا للضمير والاخلاق.
فيما سبق كان الناس يتحدثون دوما عن مشكلاتهم والآمهم وفي الانتخابات الاخيرة دار الحديث في الساحة عن مقاطعتها ولكن الامر بالنسبة للذين بحثوا تلك المسألة بانها في ظل الحرية والوعي السياسي في مرحلة ما بعد البعث والسنوات التي تلتها لم تكن توفر السعادة للشعب كان الجواب بانهم تأخروا في الوصول الى تلك القناعة التي تؤكد بانه ليس هناك اي اجنبي يخلصهم من هذا الوضع لان سبب الكارثة يكمن في فكر الادارة الحكومية وان اي شخص او جهة تتقلد صُعد مقاليد السلطة في ظل هذه الصيغة فان الكارثة ستكرر.
ومع الاسف لم تؤخذ هذه الاسباب بعين الاعتبار لحد الان؛ فمثلا لماذا انفاق الحكومة فيه افراط كبير، وانه برغم انعدام الخدمات فان عدد سكان البلاد يستمر في الزيادة المضطردة والفساد والبيروقراطية في مؤسسات الحكومة ضاربة في الانتشار ولا احد يفكر حتى في الكارثة البيئية التي تهدد مستقبل الحياة في هذا البلد؟.
ان انعدام الثقة في بلد متخم بالمواطنين التعساء واعداد الضحايا تثبت بان المواطن يضحي بحياته من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه واعادة السيادة.
واذا كان معيار التغيير والاصلاح الانتخابات فقط على العرف القديم السائد فان الخطأ الفادح سيتكرر لأنه وكما قال جوزيف ستالين : ليس المهم لمن يصوت الناس، المهم من الذي يحسب الاصوات!!
ومن دون شك سيستمر تراجع مستوى الامل الاجتماعي وحتى الفردي على الرغم من انه كان قليلا في الماضي ايضا ولكن يطرح السؤال نفسه: ما الذي سيحصل؟ الناس بحاجة الى اجابة مناسبة باننا نفرح لأي شيء سيحصل.