2017-10-11 07:11:00

عندما نذكر إسم العراق كدولة وشعب يعني سلسلة من الإخفاقات والدمار والخراب والتدهور وعدم الإستقرار الأمني منذ ٢٠٠٣ والى الآن المواطن العراقي يعاني من نقص في الخدمات ويتجرع كأس الذل بسبب أفعال السياسيين وفسادهم وأن من يتمسك بزمام الأمور هم أراذل القوم ولا يملكون الإمكانيات الكافية لقيادة هذا البلد الجريح الذي يقال بأنه يمرض ولا يموت وهكذا دواليك نفس الوجوه لكن بأقنعة مختلفة ينتقلون من منصب لآخر دون إنجازات وبلا رقابة العجيب في الأمر أن الشعب العراقي مشارك أيضا في هذا الفساد ومساهم بشكل كبير لربما سائل يسأل؟ كيف يكون الشعب مسؤولا عن كل هذا؟ببساطة في يوم الأنتخاب سواء البرلمانية أو لأعضاء مجلس المحافظة نرى أن الشعب يكون داعما لهولاء السياسيين فكيف يكون التغيير إذن فكما يقول الكاتب المصري جلال عامر (بعض الشعوب مثل بعض الحكام ترفض أن تتغير).
ومن المفارقات العجيبة أن تتحكم المرجعية بأمور الدولة في العراق وإدارتها وتكون مهمتها الدعاية لهم وقت الترشيح وأن تكون تلك أوامر الصادرة من المرجعية بمثابة قرار يجب الإلتزام به وعدم معارضته وهنا على الشعب أن يظهر الولاء لمرجعيته حتى وإن كانت على خطأ وينسى مطالبه وحقوقه المسلوبة منه، وحتى في الخطابات والمواقف السياسية والأزمات يكون صوت المرجعية أعلى وأكثر قبولا من ذوي أصحاب الشأن الآكاديميين والمثقفين.
الانتخابات قريبة ولا بد لهذا الشعب أن يعرف من هو الجدير بأن يدلي صوته من أجله وتحكيم العقل وليس مباركات المرجعية المخادعة التي تستثمر الأزمات والمشاكل بدلا من حلها فتارة يهددون بأقتحام البرلمان العراقي ومعاقبة الفاسدين وتارة يدّعون بأعطاء فرصة ثانية للحكومة ضمن إصلاحات العبادي، مع الأسف هذه المراوغة من قبل المرجعية وتأجيج الأوضاع والمماطلة متى ما شاؤوا غير مثمرة.
يقول الكاتب العراقي الدكتور علي الوردي فيما يتعلق بالفجوة بين الشعب والحكومة (لا يخفى أن الحكومة العراقية مصابة بعيوب وأدواء شتى فهي قد إنبثقت من المجتمع الذي تعيش فيه وأستمتدت طبيعتها منه فإذا كان المجتمع مصابا بالعيوب فهي لا بد أن تكون مصابة بها).
عبر التاريخ لا نجد بأن العراق قد عاش لفترة طويلة من الإستقرار الأمني والرفاهية الإجتماعية لذلك لا بد من إصلاح وتأهيل الشخصية العراقية الغير ثابتة من حيث الولاء للوطن وتعزيز مفهوم المواطنة والقيم العليا لبناء مجتمع سليم ،وإلا إذا إستمرت على هذا المنوال فالعراق ذاهب بأتجاه التقسيم وإلى المزيد من الإحتقان بالأخص أن عمل المؤسسات غير مهني بسبب هيمنة الأحزاب الدينية عليها.
ختاما ما يسمى بالتغير في هيكلة الدولة والتصريحات وسوف نعمل كذا وكذا لا تكفي أن تكون حبرا على ورق، ولكن يجب أن تكون بشكل عمليpractically ،وإلا فالأحلام كثيرة وجميلة ،ومثلما يقول المثل العربي «وكأنك يا أبو زيد ما غزيت».