2018-06-16 12:20:00
تعريف علم السياسة:
عرف علم السياسة بتعاريف كثيرة ومنها:
أولاً: دراسة الدولة وما له علاقة بها كحكومة والمؤسسات الرسمية المتفرعة عنها أو المتصلة بها.
ثانياً: علم السلطة أين وجدت وحيثما كانت وعلى أي مستوى.
ثالثاً: علم حكم الدولة أو دراسي المبادئ التي تقوم عليها الحكومات والتي تحدد علاقاتها بالمواطنين وبالدول الأخرى.
رابعاً: دراسة عملية التوزيع السلطوي للقيم في المجتمع.
خامساً: دراسة الحكومات ودراسة عملية الممارسة السياسية ودراسة المؤسسات والسلوك السياسي.
سادساً: العلاقة بين الطبقات والاشتراك في شئون الدولة وتوجيه الدولة وتحديد أشكال ومهام ومضمون نشاط الدولة.
سابعاً: دراسة الحكومات والمؤسسات والسلوك والممارسة السياسيين.
ثامناً: علم دراسة حكم المجتمعات الإنسانية.
تاسعاً: العلم الذي يهتم بدراسة التوزيع السلطوي الإلزامي للقيم في المجتمع.
عاشراً: علم دراسة الظواهر السياسية بمنهج علمي تجريبي.
أحد عشر: فن الممكن.
أقول: السياسة لغة مصدر على وزن فِعالة من ساس يسوس وساس الأمر سِياسة, ولسياسة فعل السائس، والوالي يسوس رعيته، وسُوِّس فلانٌ أمر بني فلان أي كُلِّف سياستهم. وسست الرعية سياسة أمرتها ونهيتها. 
وأما اصطلاحاً فإن التعاريف المتقدمة ترتكز على مجموعة من المواضيع:
أحدها: الدولة. 
ثانيها: السلطة.
ثالثها: الحكم.
والظاهر أن هذه المواضيع بمثابة الظواهر السياسية ونحو من أنحاء الصلاحيات التي تمارسها السلطات السياسية, أما أولها فإنه أخصها لحصره السياسة بمفهوم الدولة, بينما ثانيها فإنه وإن كان أعم لبيانه الدور المحوري للسلطة السياسية في الحفاظ على قيم المجتمع وتقسيم الموارد وإنفاذ القوانين باستخدام أدوات القوة في مواجهة الخارجين على هذه القيم والقوانين, إلا أنه أخص من ثالثها لشموله عملية الحكم والمؤسسات السياسية بنوعيها من مؤسسات رسمية كالتشريعية والتنفيذية وتنظيمات غير رسمية كالأحزاب وجماعات الضغط والرأي العام. كما يشمل دراسة النشاطات السياسية للأفراد كعمليات التصويت في الانتخابات وغيرها. ثم أن المقصود بالظواهر السياسية هو كل ما يدور في عالم السياسة والواقع السياسي من نشاطات وأحداث ذات صلة بشؤون السلطة والحكم، وهذا معنى المنهج العلمي التجريبي الذي يفسر الواقع السياسي كما هو قائم من دون تحيز لوجهات نظر معينة بما فيها وجهة نظر الباحث نفسه. كما أنه التفسير الصحيح لتعريف الواقعيين بأن السياسة فن الممكن وليس الخطأ الشائع وهو أن فن الممكن هو الخضوع للواقع السياسي وعدم تغييره بناء على حسابات القوة والمصلحة. ثم أن للسياسة دخلاً في أمور:
الأول: عملية صنع قرارات ملزمة لكل المجتمع تتناول فيه قيماً مادية ومعنوية وترمز لمطالب وضغوط وتتم عن طريق تحقيق أهداف ضمن خطط أفراد وجماعات ومؤسسات ونخب حسب أيدولوجيا معينة على مستوى محلي أو إقليمي أو دولي. 
الثاني: تحديد العلاقة بين الحاكم والمحكوم باعتبار كونها السلطة الأعلى في المجتمعات الإنسانية، حيث السلطة السياسية تعني القدرة على جعل المحكوم يعمل أو لا يعمل أشياء سواء أراد أم لم يرد. وتمتاز بأنها عامة وتحتكر وسائل الإكراه كالجيش والشرطة وتحظى بالشرعية وغيرها من أنواع السلطة السياسية.
الثالث: تسيير أمور أي جماعة وقيادتها ومعرفة كيفية التوفيق بين التوجهات الإنسانية المختلفة والتفاعلات بين أفراد المجتمع الواحد، بما في ذلك التجمعات الدينية والأكاديميات والمنظمات, وذلك لأن السياسة ترتبط بسياسات الدول وأمور الحكومات.
الرابع: القيام على الشئ بما يصلحه باعتبار أن المفترض في السياسة أن تكون وسائلها مشروعة بما تقوم به من الأجراءات والطرق التي تصب في مصلحة المجتمع, وليس في السياسة منطق تبرير الغاية لتلك الوسائل باتخاذ الأساليب والألاعيب الفاسدة والقذرة كما عليه منطق الفاسدين والمنحرفين الذين تسنى لهم ساسة العباد, فتكون بذلك السياسة فناً من فنون الخداع والكذب على الناس.
أما العلوم السياسية فهي العلوم التي تتكفل دراسة السلوك السياسي وتفحص نواحي وتطبيقات هذه الساسية واستخدام النفوذ، أي القدرة على فرض رغبات شخص ما على الآخرين. كما أنها إحدى تخصصات العلوم الاجتماعية التي تدرس نظرية السياسة وتطبيقاتها ووصف وتحليل النظم السياسية وسلوكها السياسي وأثرها على المجتمع. وهذه الدراسات تكون غالباً ذات طابع أكاديمي التوجه، نظري وبحثي. الحقول الفرعية التي تتناولها العلوم السياسية تتضمن: النظرية السياسية، والفلسفة السياسية، والمدنيات وعلم السياسة المقارن والأنظمة القومية وتحليل سياسات بين الأمم والتطور السياسي والقانون الدولي والسياسة تاريخ الفكر السياسي والحريات العامة وحقوق الإنسان.