نرى أن مباحثات الكتل السياسية الجارية، تشير إلى إختلافات جذرية قد تصل لمرحلة الخلافات ولا توحي الى إمكانية تشكيل حكومية قوية، وهذه الحكومة لا تبصر النور ما لم يتم دعم رئيس الوزراء المكلف من قبل رؤساء الكتل لبناء حكومة قادرة على مواجهة جميع أشكال التحديات، فهل سيستطيع رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، قلب جميع المعادلات، وهل سينقلب على الأصدقاء والفرقاء؛ لتشكيل حكومة بطعم يستسيغه الشعب المتظاهر؟
يبدو أن المشهد السياسي سيزداد تعقيداً؛ خلال الفترة المقبلة، ويبدو أن البناء التنظيمي لمعظم الأحزاب السياسية المشاركة وغير المشاركة في العملية السياسية قد تخلخل، وربما سنشهد ولادات جديدة لحركات ستحل محل الأحزاب التي فقدت ثقة جماهيرها، وسيكون على عاتقها ترميم وإعادة ترتيب الأوراق الوطنية التي تبعثرت.
لم تلبي الحكومات السابقة، طموح المواطن العراقي؛ بسبب التدخلات الخارجية وفرض الإرادات، وكانت الحكومات المتعاقبة أدوات لتنفيذ مآرب خارجية ومعظم المشاركين في العملية السياسية، ساهموا بإضاعة فرص بناء الدولة وتحسين أوضاع الشعب، ليتمسكوا بشعارات تنافي سياساتهم التي أوصلت البلد إلى ما هو عليه الآن، وإن بعض الأحزاب يقودها سماسرة يتسابقون للحصول على حصصهم المادية وإمتيازاتهم، إن إستمرار الإختلافات التي لا تنتهي بين قادة الأحزاب، ستتيح لأمريكا خلق “بعثٍ جديد وصدامٍ جديد وثورة عربية جديدة”!
بعد فشل وإخفاق السياسات العامة للحكومات السابقة، وترامي الكتل السياسية، بمختلف تسمياتها وإنتماءاتها، التُهم وربما لن تتمكن بالحفاظ على المكتسبات، أصبح من الضروري الآن أن يتجه الجميع إلى وضع رؤى جديدة وهيكلية جديدة، لإعادة بناء ما تبقى من المواطن العراقي الذي أنهكته الحروب وأعيته الشعارات.
يبدو إن فرص المواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية والفصائل المسلحة التي أصبحت حجر عثرة أمام المشروع الأمريكي بالمنطقة تنمو بسرعة؛ في ظِل إصرار الولايات المتحدة على كبح جِماح هذه الفصائل؛ بدعوى إنها أذرعاً طويلة وأداة إيرانية وما سيناريو إستهداف المنطقة الخضراء، والسفارة الأمريكية والقواعد إلاّ إشارة بأن القادم سيشهد مواجهات لابد منها، بين القوة الأمريكية الضاربة مدعومة بسلاح الجو وبعض الفصائل المسلحة، وهذه المرحلة ستسمى بمرحلة "تقريم الأذرع" ولا نستبعد نشوب حرباً بالوكالة يكون مسرحها العراق ودول الخليج، حلفاء أمريكا، بدئوا بأرسال تعزيزات الى المنطقة؛ بذريعة حماية مصالحها وهذا الأمر يجعلنا نتيقن بأن أمراً ما سيحدث لكن بعد إكتمال الطبخة التي ستكتمل منتصف العام الجاري.
إن تكافئ القوة وإمتلاك إيران أذرعاً تستطيع أن تهدد بها المصالح الأمريكية في المنطقة، سيجعل إيران حالياً بعيدة عن الإستهداف المباشر؛ وسيضع العراق أمام مواجهة خطيرة ومباشرة، وسيخسر المزيد، ومع وصول منظومة الباتريوت الى العراق بالإضافة لما موجود، سيكتمل سيناريو الحرب ومن ثم التقسيم (الكونفدرالية) الذي سيكون المر الذي سيتجرعه العراق بلذة !