2017-03-30 13:33:00

 

رسالة جاءتني من داعشي

 

بعد أن نشرت موضوعي (هل ستبعث داعش من جديد) على الفيسبوك جاءني تعليق من شخص من الأردن يلقب نفسه ب (ماجد أبو غيث) وله صفحة في الفيسبوك ويظهر فيها صورته، إن تعليقه ينم على أنه إما أن يكون داعشي أو من المؤيدين لداعش، تمثل جوابه بثلاث جمل وهي:

 

مسكين أنت

سياتيكم جيل ستترحمون على أيام داعش

وسيحكم الإسلام شئتم أم ابيتم

 

إن جوابه ينم عن أنفاس حاقدة وبأعلى درجات الحقد وأنفاس الإنتقام حين يقول (سيأتيكم جيل ستترحمون على أيام داعش)، فهل تركت داعش جريمة لم ترتكبها وأساليب من التفنن في التعذيب كالذبح والحرق والخنق داخل الماء، لعله لا زالت هناك أساليب أخرى لا يمكن أن تخطر على بالنا، ولكننا نخاطبهم كما خاطب سعيد ابن جبير الحجاج الثقفي حينما قال له الحجاج: لأقتلنك قتلة ما قتلها أحدٌ من الناس، فاختر لنفسك، فأجابه سعيد: بل اختر لنفسك أنت أي قتلة تشاءها، فوالله لا تقتلني قتلة، إلا قتلك الله بمثلها يوم القيامة، فقال الحجاج: اقتلوه.، فقال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، فقال الحجاج: وجّهوه إلى غير القبلة، فقال سعيد: فأينما تولوا فثمّ وجه الله، فقال الحجاج: اطرحوه أرضاً، فقال سعيد وهو يتبسم: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى، قال الحجاج: أتضحك؟، قال سعيد: أضحك من حلم الله عليك، وجرأتك على الله، قال الحجاج: اذبحوه، قال سعيد: اللهم لا تسلط هذا المجرم على أحد بعدي !، وقتل سعيد بن جبير، واستجاب الله دعاءه، فأصابه بمرض الأكلة التي وقعت في بطنه ، فدعا الطبيب لينظر إليه فأخذ لحماً و علَّقه في خيط و سَرحه في حلقه و تركه ساعة ثم أخرجه و قد لصق به دود كثير ، و سلّط الله عليه الزمهرير ، فكانت الكوانين تجعل حوله مملوءة ناراً و تُدَّنى منه حتى تحرق جلده و هو لا يَحُسُّ بها ، فكان يخور من الألم كما يخور الثور الهائج ، شهراً كاملاً، لا يذوق طعاماً ولا شراباً، ولا يهنأ بنوم، وكان يشكو حاله وما يعاني من شدة الألم إلى الحسن البصري، فقال له الحسن البصري : قد كنتُ نهيتُك ألا تتعرّض إلى الصالحين فلججت .وكان يقول: مالي وسعيد ، مالي وسعيد ، إلى أن مات ….!

 

نعم قد يأتي يوم نترحم على أيام داعش ولكننا نعلم { إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ }، فمهما تفننوا في التعذيب فإنهم سيتمنون لو أنهم سيعذبون في الآخرة كما عذبوا الأبرياء في الدنيا، ولكن أنى لهم ذلك وقد وصف الله عذابه في جهنم؛ { إنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ } فكل عذاباتهم لا تبلغ إلا جزءً بسيطاً مما ينتظرهم من عذاب الله.

 

لقد أجبته على تعليقه بالتالي:

 

نعم سيحكم الإسلام ولكن بعد القضاء على من يريد أن يطفئ نور الله الحق بأفواههم بإسلامهم المزيف من أمثال داعش والقاعدة مصداقاً لقوله تعالى { يُرِيدونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } لقد وصف الله هذه الفئة بالكافرين ككفار قريش وأثبتها رسوله العظيم (ص) حين قال في حديث متواتر ذكره البخاري ومسلم وكافة الصحاح بالفاظ متقاربة { سيظهر في آخر الزمان قوم يحسنون القيل, ويسيئون الفعل, يقرؤون القرآن, لا يجاوز تراقيهم, يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم, وصيامه إلى صيامهم, يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية, ثم لا يرجعون حتى يرتد على فوقهم, هم شر الخلق والخليقة, طوبى لمن قتلهم وقتلوه, يدعون إلى كتاب الله, وليسوا منه في شيء } وحديث آخر عنه (ص) نقله عنه علي أبن أبي طالب (ع) في كتاب الفتن لأبن حماد قبل أكثر من أحد عشر قرناً يقول: { إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض، فلا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم، ثم يظهر قوم ضعفاء لا يؤبه لهم، قلوبهم كزبر الحديد، هم أصحاب الدولة، لا يفون بعهد ولا ميثاق، يدعون إلى الحق وليسوا من أهله، أسماؤهم الكنى، ونسبتهم القرى، وشعورهم مرخاة كشعور النساء، حتى يختلفوا فيما بينهم ثم يؤتي الله الحق من يشاء } نعم هم أصحاب الدولة، ونعم أسماؤهم الكنى ونعم نسبتهم القرى ونعم شعورهم مرخاة كشعور النساء ونعم إنهم أصحاب الرايات السود ونعم إختلفوا فيما بينهم فقتلت داعش المئات من القاعدة كأحرار الشام وجبهة النصرة، ونعم لا يفون بعهد ولا ميثاق كما عاهدوا أهل سبايكر بالأمن والسلام ثم قتلوهم عن بكرة أبيهم، ما أعظم هذا الدين الذي جعل الله حجته فيه واضحة لا غبار عليها، وما أعظم رسوله العظيم (ص) الذي لا زلنا نستنير بنوره حتى يومنا هذا، ثم نقول كما قال رسوله العظيم (ص) هؤلاء ليسوا من كتاب الله في شيء لأنهم هم الكافرون ككفار أهل مكة مع صلاتهم وصيامهم، بل هم شر من الكفار لأنهم شر الخلق والخليقة ألذين مدح رسول الله (ص) من قتلهم ومدح من قتلوه من الشهداء لأنهم قتلوا على يد شر الكفار بل شر الخليقة، نحمد الله ورسوله العظيم الذي عرفنا حقيقتهم في الدنيا قبل الآخرة، فأنت المسكين بجهلك ولست أنا.

 

كنت أأمل أن أتلقى منه جواباً يناقشني فيما ذكرت، ولكنه كان عاجزاً عن رد الحجة بالحجة، فكان جوابه عبارة عن مسبات وكلام بذيء، فتلك بضاعة المفلسين. فالحمد لله الذي أرانا الحق حقاً ووفقنا إتباعه وأرانا الباطل باطلاً ووفقنا إجتنابه.