2018-10-28 12:11:00


أعتادت الدول التي تمر بأزمات سياسية أو أقتصادية تهدد مصالحها الاستراتيجية ، أن تلجأ الى وسيلة غير مباشرة لأيصال تهديداتها المقابلة وعرض الخيارات التي امامها لمجابهة التهديد المحتمل ، وذلك عبر ارسال "مسجات" غير مباشرة الى الدول المعنية عبر وسائل الاعلام الرسمية والشبه الرسمية يشرف عليها كتاب موالون للحكومة كطريقة لمواجهة الأزمات..
تركي الدخيل كاتب سعودي بارز كتب مقالا عن ثلاثين إجراءا تدرس السعودية اتخاذها إذا وقعت عليها عقوبات أميركية، من دون الإشارة إلى خلفية هذه العقوبات المحتملة التي تأتي في سياق قضية اختفاء المواطن الصحفي جمال خاشقجي
وكتب الدخيل  قائلا : المعلومات التي تدور في أروقة اتخاذ القرار السعودي تتحدث عن أكثر من ثلاثين إجراء سعوديا مضادا...
وقال الكاتب "سنكون أمام كارثة اقتصادية تهز العالم، فالرياض عاصمة وقوده" مشيرا بذلك إلى أن السعودية قد لا تلتزم بإنتاج 7.5 ملايين برميل نفط يوميا، الامر الذي سيؤدي الى أن يقفز السعر النفط إلى 100 و200 دولار وربما ضعف هذا الرقم
ورأى الدخيل أن فرض عقوبات أميركية "سيرمي الشرق الأوسط بل العالم الإسلامي في أحضان إيران التي ستكون أقرب إلى الرياض من واشنطن
وقال أيضا إن "التعاون الوثيق في المعلومات بين الرياض وأميركا ودول الغرب سيصبح جزءا من الماضي
وذكر الكاتب أن العقوبات الغربية قد تدفع السعودية إلى "خيارات أخرى... وأنه لا يستبعد بهذه الحالة إنشاء قاعدة عسكرية روسية في أراضي المملكة  ، وأن تتحول حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني "من عدوين إلى صديقين"
ولوّح الكاتب أيضا بأن توقف السعودية شراء الأسلحة من الولايات المتحدة، وأن تقوم بتصفية أصولها واستثماراتها لدى الحكومة الأميركية التي تبلغ 800 مليار دولار ، وبالتالي حرمان الولايات المتحدة من السوق السعودية...وختم  الدخيل مقاله بالقول "الحقيقة أن واشنطن بفرض عقوبات على الرياض ستطعن اقتصادها في مقتل وهي تظن أنها تطعن الرياض وحدها
ما أن نشر هذا المقال الا وأن تغير موقف العديد من الدول التي ثارت في وجه المملكة اثر مقتل الخاشقجي داخل السفارة السعودية في تركيا...
انها احدى وسائل ادارة الدولة ومجابهة الأزمات .