"الصلاة في ديننا مرنة، وقد أديت الصلاة عند تحليقي كطيار مسبقا، أما الفضاء فالصلاة شيء جديد، وسأقوم بمشاركة صلواتي مع الجميع بالعالم، فهي تجربة جديدة علينا".. هكذا تحدث رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري ، عن فريضة الصلاة كونه الرائد المسلم رقم 11 الذي يذهب في رحلة للفضاء، وثالث عربي بعد الأمير سلطان بن سلمان 1985 والسوري محمد فارس 1987.
تصريح هزاع، جاء على هامش المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقد للطاقمين الرئيسي والبديل لمهمة الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، الثلاثاء، خلف عازل زجاجي، خلال ظهور إعلامي قبل الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، ما أثار تساؤلا حول كيفية أداء الرائد المسلم للصلاة وهو خارج كوكب الأرض.
شيخ أزهري: الصلاة والصيام لا تسقط عن رائد الفضاء
الشيخ الأزهري أحمد مدكور، أكد وجوب الصلاة والصيام على الرائد الفضاء المسلم خلال رحلته إلى الفضاء.
وقال مدكور لـ"الوطن"، إن جمهور الفقهاء والعلماء أجمعوا أنه حينما يصلي المسلم يتجه ويستقبل القلبة لجهة الأرض لأنها قبلته وقبلة للمسلمين جميعا، لدلالة قوله تعالى: ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: 149].
وأوضح أنه إذا قدر لمسلم السفر عبر الفضاء فهو ملزم بالفرائض كغيره من المسلمين ولا تسقط الصلاة ولا الصيام عنه، وقد شرع الإسلام له القصر في صلاته، والفطر في رمضان لأنه يعتبر مسافر، وينتظر حتى يرجع لبلده ويصوم.
وقالت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، أن الخارج إلى الفضاء يكون قد فقد اتجاه القبلة؛ حيث إن التوجه إلى القبلة مشروط بالبقاء في كوكب الأرض؛ لدلالة قوله تعالى: ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: 149].
وأضاف الموقع الرسمي لدار الإفتاء، أن الخروج غير الصعود إلى السماء، وحينئذ فإنه يتوجه حيث يشاء وفي أي اتجاه كان ما دام في كوكب غير الأرض ومنها المريخ؛ قال تعالى: ﴿وَلله الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 115].
وتابعت: "ولا تسقط الصلاة، وحيث غابت حركة الشمس يُقَدَّرُ لها وقتُها؛ بدليل حديث الدجال المشهور، ويؤخذ بتقويم مكة ويصلى بالساعة؛ لأن مكة أم القرى".
وفي ظل انعدام الجاذبية، يجوز لرواد الفضاء ربط أقدامهم حتى يستطيعوا أداء حركات الصلاة في ظل انعدام الجاذبية، وفقا لما حدث من قبل مع الأمير سلطان بن سلمان، بحسب الصور المتداولة له وهو يصلي على متن مكوك الفضاء ديسكفري (STS-51G).
ذلك الأمر، اجتمع عليه علماء المسلمين في ماليزيا، عام 2007 مصدرين كتيب إرشادات لرواد الفضاء المسلمين بعد انطلاق رائد الفضاء الماليزي شيخ مظفر إلى الفضاء، حيث وفر إمكانية الجلوس مربوطا بحزام الأمان.