يحتفل العالم الجمعة المقبل، باليوم العالمي للسعادة، تحت شعار "السعادة للجميع إلي الأبد"، إذ طرح اليوم فكرة تحديد يوم عالمي للسعادة، الناشط والفيلسوف والمستشار الخاص للأمم المتحد "جايمي ليان"، لإلهام الناس جميعا حول العالم للاحتفال بالسعادة في يوم مخصص لها، وتعزيز حركة السعادة العالمية.
ففي عام 2011، طرح ليان فكرة تحديد يوم عالمي جديد يتم الاحتفال به عالميا لكبار مسؤولي الأمم المتحدة، لدعوة الناس لتذكّر الأسباب التي تجعلهم سعيدين، ليكون يوما للسعادة حول العالم.
ونفذ ليان حملة ناجحة لتكيل تحالف عالمي يضم جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، وحصل على موافقة بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، لدعم مفهوم إنشاء يوم تقويمي رسمي جديد للأمم المتحدة معروف باليوم الدولي للسعادة.
وحدد قرار الأمم المتحدة 66/281 "اليوم العالمي للسعادة"، الذي تبنته، بالإجماع، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة في 28 يونيو 2012.
واختار جايمي ليان تاريخ 20 مارس على اعتباره يوافق يوم الاعتدال الربيعي، وهي ظاهرة عالمية تحدث حول العالم في الوقت ذاته، وبذلك يشعر العالم بالشعور ذاته في الوقت ذاته، ويحدث الاعتدال في اللحظة التي تمر فيها خط الاستواء للأرض من خلال مركز قرص الشمس، ويمثل نقطة النهاية في نصف الكرة الشمالي والنقطة الخريفية في نصف الكرة الجنوبي.
وتم الاحتفال بأول يوم دولي للسعادة في 20 مارس 2013، ويعد مؤشر السعادة العالمي لعام 2019، والذي تصدره شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة سنويا بمثابة إقرار من المنظمة الدولية بأهمية السعادة والرفاهية كأهداف وطموحات عالمية في حياة البشر بجميع أنحاء العالم، وأهمية الاعتراف بها في أهداف السياسة العامة.
وشمل تقرير لمؤشر السعادة هذا العام، 156 دولة بمثابة دراسة استقصائية لحالة السعادة العالمية، وركز على 6 متغيرات رئيسية تدعم الرفاهية هي: الدخل، والحرية، ومستوى الفساد، ومتوسط العمر المتوقع، والدعم الاجتماعي، والكرم، حيث تسبب النمو السكاني في هبوط السعادة العالمية بشكل عام على مدار الأعوام القليلة الماضية.
وللعام الثاني على التوالي، تحتل فنلندا المرتبة الأولى في المؤشر العالمي، حيث تحافظ دول شمال أوروبا على المراتب العليا في قائمة الدول الأكثر سعادة منذ بدء إصدار التقرير عام 2012.
وجاءت قائمة أكثر 10 دول سعادة في العالم وفق المؤشر، 1- فنلندا؛ 2 – الدنمارك؛ 3- النرويج؛ 4- آيسلندا؛ 5- هولندا؛ 6- سويسرا؛ 7- السويد؛ 8- نيوزيلندا؛ 9- كندا؛ 10- النمسا، ويذكر أنّ دول شمال أوروبا تحتل المراتب الأولى من المؤشر منذ بداية إصداره في 2012.
وجاء في المؤشر للعام الثاني علي التوالي، التي تقيم فيها الأمم المتحدة 117 دولة من خلال سعادة المهاجرين ورفاهيتهم في أراضيها، كجزء من التقرير السنوي.
ويوجد في فنلندا نحو 300 ألف من الأجانب والمقيمين ذوي الجذور الأجنبية، من بين 5.5 مليون نسمة، فلم تقتصر السعادة على الفنلنديين فحسب، بل شملت حتى المهاجرين إليها.
وأكد جون هيليويل أستاذ الاقتصاد بجامعة كولومبيا البريطانية، أحد المشاركين في إعداد تقرير السعادة العالمي، أنّ حصول الدول على مرتبة متقدمة في مؤشر السعادة لا يحميها من التعرض إلى العنف، مستشهدا بالهجوم على مسجدين في نيوزيلندا (الثامنة عالميا)، فما يميز المؤشر المجتمعات السعيدة مرونتها وقدرتها على التعامل مع الأمور السيئة.
كما كشف المؤشر عن أنّ الدول الكبرى لم تدخل، قائمة العشرة الأوائل في مؤشر السعادة العالمي لهذا العام، إذ احتلت الولايات المتحدة المرتبة 19 منخفضة درجة عن تقرير العام الماضي و5 درجات منذ عام 2017.
ويرى "جيفري ساكس"، أحد معدي التقرير ورئيس شبكة حلول التنمية المستدامة، أنّ الإدمان كان واحدا من أسباب تراجع مستوى السعادة في الولايات المتحدة، من الكحول إلى المخدرات وصولا إلى القمار، ومنصات التواصل الرقمية.
وأضاف "ساكس" أنّ الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي وما يسببه من قلق خاصة وسط المراهقين، كان أيضا سببا في ضعف الروابط الاجتماعية بالولايات المتحدة.
ولم تكن بريطانيا أفضل حالا، إذ جاءت في المرتبة 15 بمؤشر السعادة العالمي لهذا العام، بينما حلت ألمانيا في المرتبة 17، واستراليا في المرتبة 11، وبلجيكا 18، وجمهورية التشيك 20، واليابان 58، وروسيا 68، والصين 93.
أما عن ترتيب بعض الدول العربية الأكثر سعادة لعام 2019، فقد حلت الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى على مؤشر السعادة عربيا ( 21 عالميا)، متراجعة مركزا واحدا مقارنة بالعام الماضي، السعودية (28 عالميا) قفزت 5 درجات للأفضل؛ البحرين (37 عالميا) وتقدمت 6 مراكز؛ الكويت (51 عالميا).